التحذير السعودي.. مسار جديد في لبنان

7 أغسطس 2023
التحذير السعودي.. مسار جديد في لبنان


بشكل مفاجئ، جاء البيان الذي صدر عن السفارة السعودية في بيروت، والذي حذرت فيه المملكة رعاياها من البقاء في لبنان وطلبت منهم مغادرة البلاد فوراً، على اعتبار أن المملكة تتعامل بإيجابية نسبية مع الواقع اللبناني بالرغم من إنكفائها عن التفاصيل الداخلية، لكن علاقتها مع البلد، لم تعد بالسوء نفسه الذي كانت عليه خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.

اهمية البيان التحذيري السعودي، انه ليس مرتبطاً فقط بحضور السائح السعودي الى لبنان او بقائه فيه، بل أيضاً بحالة اللا استقرار الذي يخلقها في أذهان معظم مواطني دول الخليج وحتى الدول الاوروبية وفي بعض الأحيان حتى المغتربين اللبنانيين الذين بدأت التحليلات لديهم عن سبب هذا البيان، وما يعنيه وامكان أن تتبعه تطورات امنية أو عسكرية كبرى.لكن الواقع يقول غير ذلك بحسب مصادر مطلعة، اذ إن البيان السعودي هو جزء من مسار سياسي ديبلوماسي سعودي بدأ قبل فترة، وليس مرتبطاً بحدث آني يحصل او سيحصل في لبنان، من هنا فإن القلق لا يجب أن يكون من عملية تصعيد امنية او عسكرية تنتظر لبنان، بل من استمرار الأزمة وإبتعاد أي آمال جدية للحل في المنطقة قد تنعكس على الإستحقاقات الدستورية المحلية.وترى المصادر أن ظهور المسار السياسي السعودي الجديد كان من الممكن ملاحظته في إجتماع ” اللجنة الخماسية” حيث إصطفت الرياض شكل شبه كامل خلف التوجه الأميركي بشأن لبنان، ولم تعد متقاربة ومتجانسة مع باريس التي تتعامل بليونة أكثر من واشنطن، لكن الأكيد أن هذا السلوك السعودي لا يطال لبنان فقط بل يطال معظم ملفات وساحات المنطقة.وتشير المصادر الى ان هناك تقاربا جديدا وكبيرا حصل بين المملكة العربية السعودية من جهة والولايات المتحدة الاميركية من جهة اخرى بهدف إبعاد الرياض عن الصين وفرملة التقارب الكبير بينها وبين ايران، وتجميد التسويات الإقليمية الى أجل  غير مسمى، وهذا ما قد ألمح إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عندما أوحى بأن الهدنة في اليمن قد تكون في خطر.وتؤكد المصادر ان التطورات الامنية في عين الحلوة ربما لن تتصاعد في وقت قريب، مع العلم أن ما حصل لم ينته الى تسوية او حل، وكذلك الأمر عند الحدود جنوب لبنان حيث التوترات بين “حزب الله” وإسرائيل مستمرة بشكل واضح، لكن مخاطر حصول عدوان اسرائيلي على لبنان لا تزال على حالها منذ  عدة اسابيع ولم يحصل أي حدث او مؤشر يوحي بخطر شديد، وعليه فإن الخطوة السعودية ليست مرتبطة بهذين الملفين وتطوراتهما.