كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: يعتبر “حزب الله” انها ليست المرة الاولى يستشعر انه صار “هدفاً لحملة ضغوط مكثفة وممنهجة” تُشن ضده من اكثر من جهة داخلية وخارجية، بهدف إحكام حلقات الحصار عليه على نحو يقعده عن الحركة والمبادرة والمناورة وصرف قوته، لكنه يقرّ في المقابل انه بدأ يشعر خلال الاشهر الثلاثة الماضية ان هذه الحملة ارتقت منسوباً وتنوعت اسلوباً بعدما أُدخلت اليها أخيراً عناصر جديدة.
ما حصل من تطورات وتبدلات في الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب، مثّل في قراءة دوائر القرار في الحزب “منصة تصعيد جديدة ومختلفة على نحو فاجأ حساباته”. ففي جلسة 14 حزيران الماضي نجحت “المشيئة الاميركية” المتقاطعة مع مشيئة قوى داخلية في تحقيق أمرين معا كما يقول.الاول: خلق ائتلاف سياسي حول المرشح الوزير السابق جهاد ازعور، أمّن له كتلة وازنة من 59 صوتا. وهذه الكتلة وإن كانت في نظر “الثنائي الشيعي” وحلفائه آيلة الى انفراط وشيك وحتمي إلا انها بيّنت ان تجيير هذا الكمّ من الاصوات لمصلحة هذا المرشح انما كان هدفه الاساس ليس تأمين انجاحه بل قطع الطريق على مرشح “الثنائي” رئيس”تيار المردة” سليمان فرنجية من جهة، وإخراج مجموعات الاعتراض والمعارضة من حال الضياع والافتراق التي عاشوها منذ جلسة الانتخاب الاولى الى حال التماسك والالتفاف حول مرشح تحدٍ واحد من جهة اخرى.الثاني: لقد نجحت هذه الجلسة الى حد بعيد في اعلاء الصوت المسيحي المعادي للحزب ودفعه الى دائرة الحراك الحر على نحو ترك انعكاسات هزّت قناعات الشريحة المسيحية التي كانت في السابق بدأت تعتاد التواصل مع الحزب والانفتاح عليه. وفي تقديرات الحزب ان “المشيئة الأميركية” عينها نجحت في ايجاد عناصر مضادة للحزب ومستعدة للدخول في اشتباك معه، خصوصا بعدما انتهى الاستثمار الطويل زمنياً في الشارع السنّي.يقرّ “حزب الله” على لسان بعض رموزه بان “خصومه لا يتعبون ولايملّون من البحث والتنقيب عن وسائل وأنماط لإلحاق الاذى به وتشويه سمعته وتحميله تبعات اي حدث يستجد هنا او هناك”. وبعد حادث الكحالة وما قبله من احداث يرى المصدر عينه ان “هؤلاء الخصوم قرروا رفع مستوى المواجهة معه على نحو يظهره في موقع المدافع عن نفسه والعاجز عن رد الضربات المتتالية الموجهة اليه منهم”.ومع كل ذلك فان الحزب وفق المصدر عينه يزعم انه “مطمئن الى ان زمام المبادرة لم يفلت من بين يديه ليصير في أيدي الخصوم المتربصين الباحثين بدأب عن ثغرة ينفذون منها اليه”. ويخلص الى القول انه “على رغم كل هذا التهويل والضخ الاعلامي، فان الحزب على يقين من ان احدا غير قادر على جرّ الامور الى مرحلة “الارتطام الكبير” والفوضى العارمة وجعلهما جسر عبور الى مرحلة ما قبل الطائف”.وعليه، فان الحزب لا يستشعر خطرا وشيكا وهو يتعاطى مع التطورات بعيدا عن ردود الفعل، ويصرّ على المضي قدماً في حواره مع “التيار الوطني الحر” وبذل اقصى الجهود للخروج من حال التأزم الى حال الاستقرار وانتظام عمل المؤسسات.