ألا يتوجب على من بيدهم السلطة تأمين البيئة الفضلى لتشجيع شبابنا على البقاء؟

13 أغسطس 2023
ألا يتوجب على من بيدهم السلطة تأمين البيئة الفضلى لتشجيع شبابنا على البقاء؟


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.وفي عظته، قال: “نعيد بعد يومين لرقاد والدة الإله العذراء مريم. الفرق بين والدة الإله وبين الفريسيين والكتبة أنها كانت مؤمنة، تثق بأن من حملته في أحشائها هو الإله القادر على كل شيء، لذلك مثلا، نجدها تقول بثقة للخدام في عرس قانا: «مهما قال لكم فافعلوه». لم تشكك في قدرته على اجتراح الآيات والمعجزات، بل كانت مثالا للمؤمن الحقيقي الذي يضع كل شيء بين يدي الرب، كما نقول في كل صلواتنا: «لنودع أنفسنا وبعضنا بعضا وكل حياتنا للمسيح الإله». عندما نجيب بعبارة: «لك يا رب» كأننا نقول: «لتكن مشيئتك لا مشيئتنا»، فهل نعني ما نقول؟ كانت والدة الإله تحفظ كل شيء في قلبها، لأنها كانت تؤمن بأن كل شيء يتعلق بابنها وإلهها هو لخير البشرية بأسرها. أما نحن، فكلما مرض أحد، أو مات، أو متى واجهتنا مشكلة، مهما كانت صغيرة، نلقي اللوم على الرب، ونسائله عن الأسباب التي تكمن وراء كل حدث. قليلون هم من يضعون أنفسهم وأبناءهم وعائلاتهم بين يدي الرب حقا”.

 أضاف: “ليت بإمكان المواطن أن يضع ثقته بعد الله بالمسؤولين وبالسياسيين والزعماء المتحكمين بالبلد! ليته يتمكن من اللجوء إليهم عند كل مشكلة تعترضه، أو أن يحاسبهم عند كل سقطة أو خطأ يرتكبونه! لكنهم فوق المحاسبة، وجريمة المرفأ أبرز دليل. فكيف يثق المواطن بهم وبالقضاء؟ أملنا أن يعودوا إلى رشدهم، ويعوا أخطاءهم، ويسمعوا صوت الضمير، ويصبوا كل اهتمامهم في مصلحة البلد والمواطن كي لا يفرغ لبنان أكثر من أبنائه. أعلنوا بيروت عاصمة للشباب العربي. هذا جيد. ولكن ماذا عن شباب لبنان؟ هل فكروا بأن معظم شباب لبنان قد هاجروا وربما إلى غير رجعة؟ أين الطاقات؟ أين الكفاءات التي ستبني لبنان المستقبل؟ أين الأدمغة التي ستنقذ لبنان؟ ألا يتوجب على من بيدهم السلطة تأمين البيئة الفضلى لتشجيع شبابنا على البقاء والعمل والإبداع؟”. وختم: “دعوتنا اليوم هي إلى الإيمان بالرب يسوع، مهما اشتدت المحن، وواجهتنا عواصف هذا العمر، وإلى الرجاء الكامل به وهو خالق السماء والأرض وما عليها، والعالم بمكنونات القلوب، و«القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله» كما يقول كاتب المزامير. حبذا لو نتمثل بوالدة الإله، التي عاينت ابنها مصلوبا وميتا مدفونا، لكنها كانت واثقة بأنه سيقوم ويتمجد ويمجد البشرية معه، مخلصا إياها من خطاياها”.