تتّجه الأنظار إلى الحوار القائم بين رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران و”حزب الله”، وإذا ما كان “الثنائيّ الشيعيّ” سيقبل فعلاً باللامركزيّة الإداريّة والماليّة والصندوق الإئتمانيّ، ما سيُحتّم التوافق النهائيّ بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك على انتخاب رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة.
ولكن هناك عقبات لا تزال قائمة حول قبول “الحزب” و”حركة أمل” بكافة شروط “لبنان القويّ”، إذ يعتبران أنّ البعض منها نوع من التقسيم الذي يرفضانه كليّاً، ولا يخدم الطائفة الشيعيّة أبداً، الأمر الذي يُمكن أنّ يُعرّقل الإتّصالات القائمة بين “التيّار” والضاحيّة الجنوبيّة، ويُعيد العلاقة بينهما رئاسيّاً إلى “الصفر”.
ويُعوّل أفرقاء من المعارضة على فشل الحوار بين باسيل و”حزب الله”، كيّ لا تتوفّر الظروف لانتخاب فرنجيّة، ويبقى رئيس “التيّار” بين داعمٍ للوزير السابق جهاد أزعور، وبين باحثٍ عن خيارٍ ثالثٍ. فمن شأن عدم الإتّفاق بين باسيل وحارة حريك أنّ يُضعف حظوظ رئيس “المردة” لصالح أحد المرشّحين الوسطيين، علماً أنّ “الحزب” لا يُبدي إستعداداً حتّى اللحظة باختيار شخصيّة توافقيّة، وخصوصاً بعد اشتداد الخناق على سلاحه من قبل الشارع المسيحيّ، بعد الذي حصل في الكحالة قبل فترة قصيرة.
وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أنّ طموح باسيل كان بخلافة الرئيس ميشال عون، وهو كان يتمنّى لو رشّحه “حزب الله” عوضاً عن فرنجيّة، لأنّه يتمتّع بالكثير من الصفات المشتركة معه، وأهمّها “حماية ظهر المقاومة”، إضافة إلى أنّه يستطيع تأمين غطاء مسيحيّ أكبر لسلاح “الحزب”، كونه يمتلك كتلة مسيحيّة وازنة.
ويعتبر المراقبون أنّ حلم باسيل بالترشّح والوصول إلى بعبدا لا يزال قائماً، ومن حقّه أنّ يرى نفسه مرشّحاً طبيعيّاً، لما يُمثّله تيّاره مسيحيّاً ونيابيّاً، غير أنّ معارضة أغلبيّة النواب إنتخاب رئيسٍ يُكمل النهج السابق، هو ما يقف عائقاً أمامه في السنوات الستّ المقبلة. من هنا، يستبعدّ المراقبون إعلان تكتّل “لبنان القويّ” ترشّيح رئيسه، والأخير يعمل على تحسين ظروف “الوطنيّ الحرّ” خلال العهد المقبل، ولن يُقدّم نفسه مرشّحاً إنّ لم يدعمه في الأساس “حزب الله”.
ويتوقّع المراقبون إنّ لم يتوافق باسيل مع “حزب الله” أنّ يستمرّ في التشاور والبحث مع الأفرقاء في المعارضة عن شخصيّة جديدة لحشر رئيس مجلس النواب نبيه برّي والسيّد حسن نصرالله، بهدف التضييق على فرنجيّة وصولاً إلى الرضوخ لشروطه. فـ”الثنائيّ الشيعيّ” مأزوم لعدم قدرته على إيصال مرشّحه، وهو على الرغم من خلافه مع “التيّار”، عاد للتحاور مع ميرنا الشالوحي في محاولة لانتخاب رئيس “المردة”.
ويقول المراقبون إنّ باسيل يُدرك جيّداً حاجة “الحزب” إليه بعد الذي جرى في الكحالة، فـ”الثنائيّ الشيعيّ” مستعجل لتقريب وجهات النظر معه لزيادة عدد النواب الداعمين لفرنجيّة إلى 65 وأكثر. ويُضيف المراقبون أنّ مفتاح إنتخاب فرنجيّة بيدّ باسيل، فإذا وافق الأخير على الإقتراع له، فإنّ “اللقاء الديمقراطيّ” وكتلة “الإعتدال الوطنيّ” سيفعلان المثل، إنّ وجدا تكتّلاً نيابيّاً مسيحيّاً يقف خلفه.
من هذا المنطلق، فإنّ “حزب الله” أمام الفرصة الأخيرة للتوافق مع باسيل رئاسيّاً، وفريق 8 آذار يترقّب نجاح مساعي الحوار الثنائيّ بينهما، كيّ يصل رئيس إلى بعبدا يُكمل مشروعه السياسيّ، القائم على دعم “المقاومة” وسلاحها في المركز الأوّل.
ويُتابع المراقبون أنّ لا خيار أمام “الثنائيّ الشيعيّ” سوى بالقبول بشروط باسيل، على الرغم من أنّها غير قابلة للتطبيق إذا وافق عليها منفرداً، ولم يُؤيّدها أغلبيّة النواب، فهذه النقطة يُمكن أنّ تدفع “حزب الله” وشريكه الإستراتيجيّ في السياسة “حركة أمل” إلى الموافقة عليها، إنّ شعرا أنّ هناك معارضة مقبولة على اللامركزيّة الماليّة، وقام النواب غير الشيعة بتطيير إقتراح القانون في المجلس النيابيّ.