موضة الشاليهات تتوسع.. أسعار مغرية واستثمار مفيد

21 أغسطس 2023
موضة الشاليهات تتوسع.. أسعار مغرية واستثمار مفيد


كتبت زينب حمود في “الأخبار”:لم يعد الاصطياف حكراً على بلدات وقرى، كعاليه وبحمدون وصوفر وبرمانا، عُرفت تاريخياً بكونها مقصداً للسياح، إما لتميّز طقسها أو بسبب الخدمات السياحية التي تقدّمها لروّادها. اليوم، «موضة» الشاليهات اكتسحت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، بعضها يُبنى أساساً كشاليه مع حوض سباحة صغير خاص، وبعضها منازل قرّر أصحابها استثمارها، فاستحدثوا فيها أحواض سباحة وعرضوها للإيجار مقابل مبالغ تراوح بين 120 دولاراً و500 دولار لليلة الواحدة، بحسب موقع «الشاليه» ومزاياه!

تميّز رئيسة دائرة الفنادق ومؤسسات الإقامة في وزارة السياحة سارين عمّار بين «الشاليهات» وبيوت الضيافة، إذ إن «بيت الضيافة هو، عادة، بيت تراثي لا يزيد عدد غرفه على عشر، يقيم المستثمر فيه أو ضمن نطاقه، فيشعر النزيل بأنه ضيف. أما الشاليه، فهو وحدة متكاملة أو وحدات متفارقة يختلف الإطار الهندسي فيها عن بيت الضيافة، وتضمّ إدارة عامة وحراساً. وتختلف الشاليهات عن الفنادق في درجات التصنيف، فمقابل 620 معياراً للفنادق ترتبط بالخدمات ومساحة الغرف ونظام الحرائق وغيرها، يخضع الشاليه لثلاث درجات تصنيف تتعلق بالخدمة فقط». ويعرّف المرسوم الرقم 6298/2011 بيوت الضيافة الأخيرة بأنّها «بيوت لبنانية خاصّة مؤهلة لاستقبال وإيواء روّاد الرياضة التي تمارس في الطبيعة وهواة السياحة البيئية والثقافية على أنواعها، يتم انتقاؤها في مناطق وقرى لبنانية، بهدف تعريف السيّاح الأجانب واللبنانيين على العادات والتقاليد المحليّة والمطبخ اللبناني».
 
وتنقسم الآراء حول هويّة «الشاليهات» التي انتشرت في مختلف المناطق، بين من يرى أنّها «تندرج، كما بيوت الضيافة، ضمن إطار القطاع العقاري المرتبط بالسياحة والضيافة، بما أنّ البعض يستأجرون الشاليهات أو بيوت الضيافة لتمضية الوقت داخلها من دون أن يقوموا بالضرورة بزيارة القرية أو ارتياد المطاعم أو القيام بأي نشاطات أخرى»، بحسب رئيس جمعية Rethinking Lebanon التي تُعنى بتشجيع السياحة الريفيّة جهاد الحكيّم. فيما تضعها عمّار في خانة النشاط السياحي، وخصوصاً السياحة الريفية التي «توفّر سياحة مستدامة بأبعاد ثقافية واقتصادية واجتماعية. فبعدما راجت أنواع جديدة من السياحة مثل الدينية والزراعية والبيئية وسياحة النبيذ، وغيرها، وتطوّر مفهوم السياحة ليشمل تبادل الأفكار والثقافات بما يحقّق التوازن المناطقي في المجال السياحي، برزت حاجة السائح إلى مساكن للمبيت فيها. ينقص مدينة بعلبك، مثلاً، هذه الوحدات السياحية، وخاصّة في ظلّ استضافة المهرجانات الفنيّة».
يعزو الحكيّم انتشار الشاليهات إلى أمرين، الأول يرتبط بالعرض، أي «حاجة المتمولين إلى استثمارات مربحة تتطلب رساميل قليلة إلى حدّ ما وشروطاً تنفيذية أسهل، وخصوصاً بعد انتشار الاقتصاد النقدي وفقدان الثقة بقطاع المصارف». والثاني يرتبط بمتطلبات المستخدمين، إذ «يتوجّه الجيل الجديد إلى الشاليهات وبيوت الضيافة كجزء من السياحة الريفية لميلهم إلى المغامرة وتجربة ما هو جديد، بعدما راجت عالميّاً هذه السياحة التي تؤمن تجربة مختلفة عن السياحة التقليدية، وبعدما قامت مواقع التواصل الاجتماعي بدور كبير في الترويج لبيوت الضيافة والشاليهات». ويلفت الحكيّم إلى عوامل أخرى، منها توجّه اللبنانيين إلى السياحة الداخلية مع تدهور قوتهم الشرائية وعدم قدرتهم على السفر، إذ «تبقى كلفة إيجار الشاليه أوفر من غرفة الفندق لأنه غالباً ما يتقاسم عدد من الأشخاص شاليهاً واحداً». أضف إلى ذلك أن «جائحة كورونا وما فرضته من حجر منزلي شجّعت على القيام بنشاطات ضمن المنزل، فظهر الميل، حتى بعد انحسارها، إلى أماكن يتجمّع فيها الأصحاب والأزواج والعائلات وتُحترم فيها الخصوصية».