في لحظة التقاطع بين “التيار الوطني الحر” وقوى المعارضة، شعر افرقاء “قوى الثامن من اذار” بأن حظوظ رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الرئاسية تتراجع بشكل جدي، وأن الداعم الأساسي له، أي “الثنائي الشيعي” غير قادر على ايصاله في ظل وجود اكثرية نيابية رافضة له وغالبية مسيحية مطلقة تستخدم حق الفيتو الميثاقي في وجهه.
بات “حزب الله” تحديدا، ينتظر ما سيفعل بعد حصول مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور على ما يقارب الـ 65 صوتاً، على إعتبار أن قدرة التعطيل التي يملكها الحزب لا يمكن أن تتحول الى قدرة مطلقة في ايصال رئيس في ظل التوازنات النيابية والطائفية انذاك، لكن المعارضة فشلت في الوصول إلى عدد أصوات كاسر للتوازن في المجلس النيابي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن حظوظ رئيس “تيار المردة” اليوم عادت لترتفع، بالرغم من الثغرة الكبيرة التي حصلت في مسار ترشيحه عبر إنسحاب “الدول الخمس” من دعم المبادرة الفرنسية التي كانت تقوم بشكل أساسي على إيصال مرشح “حزب الله” الى قصر بعبدا في مقابل حصول خصومه الاقليميين على مكتسبات سلطوية اخرى تحقق التوازن في العهد الرئاسي الجديد.وترى المصادر أن التحول الجدي في حظوظ فرنجية حصل بعد التقدم الذي فرض نفسه، وأعلن عنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في الحوار بين الحزب و”التيار الوطني الحر”، وهذا ما سينعكس بشكل ايجابي على موقف باسيل من فرنجية وسيؤمن للاخير غطاء نيابياً مسيحياً، أو أقله سلب من قوى المعارضة التفوق العددي في المجلس النيابي.الأهم في هذا المسار أن باسيل يرفض اعطاء اي فرصة لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأنه في اسوأ الأحوال سيؤدي حوار الحليفين الى تمرير الوقت ونهاية ولاية عون في قيادة الجيش وعليه نهاية حظوظه الجدية في المعركة الرئاسية، وهذا أمر لا يتمناه باسيل فقط انما “حزب الله” ايضا الذي يرغب بأن يبقى فرنجية كخيار وحيد في المعركة.ضعف المعارضة نيابياً وعدم تمكنها من إحراج قوى الثامن من اذار رئاسياً سينهي مفاعيل التكتل الدولي الاقليمي ضد فرنجية وسيعيد الحيوية الى المبادرة الفرنسية بعد أن تجد الدول الخمس أن تحقيق خرق رئاسي في مواجهة “حزب الله” بات صعبا، وبالتالي فإن الخوض في تفاوض جدي للوصول الى المقايضة التي توصل فرنجية وتحفظ نفوذ خصوم الحزب، سيصبح الخيار الوحيد.