مُفاجآت جديدة عن تحقيقات جريمة عين الحلوة.. هذا ما سيجري خلال ساعات!

21 أغسطس 2023
مُفاجآت جديدة عن تحقيقات جريمة عين الحلوة.. هذا ما سيجري خلال ساعات!


ساعاتٌ حاسمة يعيشُها مُخيّم عين الحلوة الآن بعدما أنهت لجنة التَّحقيق في جريمة إغتيال القياديّ في حركة “فتح” اللواء أبو أشرف العرموشي، عملها يوم أمس الأحد. بحسب معلومات “لبنان24″، فإنَّ المُعطيات التي حصلت عليها اللجنة كانت كافية لتحديد المُتورّطين في الحادثة والمكان الذي أطلقوا النار منه على العرموشي ورفاقه يوم 30 تموز الماضي الذي بدأت خلاله إشتباكات عنيفة إستمرّت لأيامٍ عديدة بين “فتح” من جهة وعناصر جماعة “جُند الشام” الضالغة بجريمة اغتيال القيادي “الفتحاوي” من جهة أخرى. 

 
ومع إنتهاء التحقيقات ووضع الخلاصات المرتبطة بها، تقولُ مصادر متابعة لـ”لبنان24″ إنّ هيئة العمل الفلسطيني المُشترك ستعقدُ إجتماعاً يوم غدٍ الثلاثاء يضمّ منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الإسلامية في عين الحلوة بُغية عرض النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق على كافة الفصائل، علماً أن إجتماعاً عُقد، اليوم الإثنين، أيضاً في سفارة دولة فلسطين لفصائل المنظمة، لبحث تفاصيل نتائج التحقيقات وتوحيد الموقف قبل إجتماع الغد. المصادرُ عينها أشارت أيضاً إلى أنّه من المُفترض أن يتمَّ الإتفاق، الثلاثاء، على آلية لتسليم قتلة العرموشي، موضحةً أنه قبل الإجتماع المرتقب غداً لا يُمكن لأيّ طرف تحديد الموقف النهائي الذي سيُبنى على نتائج التحقيقات والخطوة المرتبطة بتسليم المتورطين بجريمة الاغتيال.  
 
مخاوف وإعترافات 
 
في الحقيقة، تضعُ مختلف القوى الفلسطينية نصب أعينها إمكانية عدم تحقّق مطلب تسليم المطلوبين باغتيال العرموشي، ما يطرحُ مخاوف من إمكانية تجدّد الإشتباكات فوراً داخل المخيم. فحتى الآن، المتاريسُ موجودة، كما أنَّ الإنتشار المسلح ما زالَ قائماً على أعلى المُستويات سواءً على صعيد “فتح” أو على صعيد جماعة “جُند الشام” الإرهابيَّة.  
 
ووسطَ ذلك، تكشفُ معلومات “لبنان24” عن توصل لجنة التحقيق إلى نتائج مُهمّة تُدين الإرهابيين في حي الطوارئ الذي يقع على أطراف المُخيّم ويمتدّ إلى داخله، وتقول المصادر إنّ إرهابيي “جُند الشام” أقرّوا بإطلاقهم النار خلال عملية الإغتيال وتحديداً من المدرسة الموجودة في حي الطوارئ والتي لا يُمكن لأي طرفٍ أن يدخل إليها سوى الجماعة الإرهابية المذكورة والأطراف المُرتبطة بها. 
 
كذلك، تكشفُ المصادر الخاصة لـ”لبنان24″ إنّ الإرهابي هيثم الشعبي، المسؤول عن جماعة “جند الشام”، أقرّ أنه لا يمكن لأي أحدٍ دخول المدرسة إلا بإذنه، فيما تمّ الإقرار خلال التحقيقات أيضاً أنه وقبيل عملية الاغتيال، لم يحصل أي إطلاق نار أبداً، ما ينفي تماماً الكلام عن مبادرة “فتح” إلى تنفيذ إعتداء أو إستفزاز للجماعات الإرهابيّة قبل لحظات من اغتيال العرموشي. 
 
“إنهيار وإستسلام” 
 
ما يبدُو بشكلٍ أو بآخر هو أنَّ جماعة “جُند الشام” وصلت إلى مرحلةٍ باتت فيها مُرغمةً على الإعتراف بما حصل، فتطويقها من قبل “فتح” ما زال مُستمراً كما أنَّ أفرادها ما زالوا مُحاصرين داخل أوكارهم ومربعاتهم الأمنيّة بشكلٍ ضيّق الخناق عليهم. هنا، تقولُ مصادر ميدانيّة في مُخيّم عين الحلوة لـ”لبنان24″ إنه “بعد 20 يوماً، بات إرهابيو جند الشام في حالة إنهيار”، الأمر الذي ساهم في إنصياعهم للجنة التحقيق والإقرار بالاعترافات المطلوبة.  
 
فعلياً، فإن ما جرى خلال الأيام الماضية على صعيد “إحباط” جماعة “جُند الشام” إرتبطَ تماماً بـ”تكتيكٍ” لجأت إليهِ حركة “فتح” وقام على أمرين أساسيَّين: الأول وهو إحكام القبضة العسكريّة الميدانية وعدم سحب المسلحين وإبقاء نقاط الإنتشار العسكري على حالها رغم توقف الإشتباكات، فيما الثاني يتربطُ بتثبيت وقف إطلاق النار والعمل بمختلف الوسائل الدبلوماسيّة لإظهار حقيقة اغتيال العرموشي وذلك بالتنسيق الكامل مع الدّولة اللبنانيّة. وعليه، فإن هذين العنصرين مع بعضهما البعض أدّيا إلى إندثار أوراق القوة لدى “جُند الشام”، فالحصار ضدها كبير كما أن قدرتها على التحرك محدودة تماماً في حين أن القوة العسكرية التي تتمتع بها “فتح” ليست عاديّة بتاتاً فضلاً عن أنّ الدولة تتعاون مع “فتح” ولن تسمح بتمادي “جند الشام” عندما تدقّ ساعة الحقيقة.  
 
مع هذا، تكشف المصادر لـ”لبنان24″ إن بعض الأطراف حاولت خلال الأيام الماضية الدخول على الخط في المخيم مع “فتح”، إذ جرى الطلب منها سحب المسلحين وإزالة المتاريس العسكرية، إلا أنّ الأخيرة رفضت هذا الأمر على الإطلاق، مؤكدة أنّه لا مساس بنقاطها مهما كلف الأمر. ووسط ذلك، حصلت محاولات لإحداث حركة مُريبة داخل المخيم تمثلت بدعوة من مناصري جماعة “الشباب المُسلم” الداعمة لـ”جند الشام” ميدانياً في القتال، إلى تظاهرة يوم أمس الأحد، على أن يجوب المشاركون فيها أرجاء المخيم. إلا أنّه وبشكل حاسم، منعت “فتح” حصول هذه التظاهرة إثر معطيات ترجح أن يكون الهدف من هذا التحرك إنتقال العناصر الإرهابية من مكان إلى مكان داخل المخيم أو إدخال أي شيء لهم. 
 
عناصر غريبة! 
 
ووسط المشهدية القائمة، ورغم أنّ الهدوء كان مُسيطراً على أرجاء المخيم منذ يوم 3 آب الماضي، بقيت الإستفزازات التي يُمارسها مسلحو “جند الشام” قائمة تجاه عناصر “فتح”، وذلك من أجل الذهاب إلى معركة جديدة هدفها عرقلة مسار التحقيقات. المفاجأة هنا كانت تكمنُ في أن هناك عناصر غريبة عن المخيم كانت تقوم بأعمال مريبة منها الإقتراب باتجاه نقاط “فتح” وتفكيك كاميرات تابعة لها مع شتم أفرادها علناً. وفي ما خصّ هذه النقطة، تكشفُ معلومات “لبنان24” إنّ بعض هذه العناصر كانت تنطلقُ باللهجة السورية فيما تمّ الإشتباه بوجود لبنانيين من الشمال معهم. 
 
بحسب المصادر، فإنّ ما يحصل هو أن الجماعات الإرهابية كانت تحاولُ زج هذه العناصر الغريبة أمام مسلحي “فتح” من أجل إطلاق النار عليهم وقتلهم كي يُقال إن الأخيرة هي التي أطلقت الرصاصة الأولى الناسفة لوقف إطلاق النار. الأساس هنا أيضاً يكمنُ في أنّه بإمكان الجماعات الإرهابيّة التنصّل فوراً من هؤلاء الأشخاص عبر عدم الإعلان عن مقتلهم أو تبني إنتمائهم إليها. عندها، فإنّ الأمر الذي كاد سيحصلُ يعني توريطاً لحركة “فتح” بإطلاق نار، في حين أنَّ الجماعات الإرهابية ستنأى بنفسها عن أي عنصر يمكن أن تستغل مقتلهُ لفتح جبهة ضد “فتح”.