فيما انحسرت نسبيا حرارة السجالات المتعلقة بالملف الرئاسي أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت وصول القائم بالاعمال لدى السفارة السفير هيرفي ماغرو بعد نحو عشرين يوما من مغادرة السفيرة السابقة آن غريو والتقى على الأثر وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في زيارة تعارف. وجاء وصوله غداة لحظة احتدام وانقسام نيابي وسياسي اثارتها رسائل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى النواب تمهيدا لعودته الى بيروت في أيلول المقبل في زيارة ثالثة له في اطار تكليفه ملف ازمة الانتخابات الرئاسية.
Advertisement
وذكرت «البناء» أن لودريان لم يبلغ المرجعيات السياسية بأي موعد محدد لزيارته، فيما لم يجب أي من النواب على رسالة لودريان. وأشار مصدر في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن «ردنا على الرسالة لن يحمل جديداً، فمواصفاتنا معروفة وهي سبقت دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والكرة في ملعب قوى المعارضة الذين يرفضون اي دعوة للحوار وعليهم أن يجيبوا لودريان أسباب هذا الرفض». ولفت المصدر الى أننا «نعطي موقفنا من حوار حزب الله والتيار الوطني الحر بناء على نتائجه ونتمنى أن يصبّ في خدمة المصلحة الوطنية»، وأوضح أن «رسالة لودريان قد تطيل أمد الشغور، فالأسئلة سبق أن طرحها وكان يجب أن تؤدي الى اقتراحات سريعة وعوامل جديدة برزت قد تؤخّر مهمّته».اضافت «البناء» أن لودريان وسّع مروحة الحوار بعكس ما كان متفقاً عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يقتصر على 15 شخصية فقط. كما علمت بوجود قرار لدى فريق المعارضة بالسعي لإجهاض أي دعوة للحوار تؤدي الى انتخاب فرنجية، والتصويب على حوار حزب الله والتيار وتصويره وكأنه تسوية ستأتي بعهد مماثل للعهد الماضي.
وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن كلام نواب المعارضة بشأن تحريك الدعوات لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية سيتوالى لاسيما بعد رفض الحوار مع قوى الممانعة وأشارت الى أنه لم يسجل أي جديد على صعيد الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر فيما لم يصدر موقف ينهي تقاطع التيار البرتقالي والمعارضة في الاستحقاق الرئاسي.
وأوضحت المصادر ان مصير الاجتماع أو الحوار الذي طرحه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لم يحسم بعد لجهة قيامه أو لا لاسيما أن المعارضة قالت كلمتها ، لافتة إلى أن الموضوع يتضح في أوائل الشهر المقبل كما أنه ليس معروفا ما إذا كان هناك من مبادرات جديدة في هذا الملف بالذات .
وكتبت” الديار”: لم يعد احد من القوى السياسة ينتظر عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. هذا الموعد المنتظر في ايلول المقبل، سواء تم في نصفه الاول او ارجىء الى نصفه الثاني، لن يكون حاسما في اخراج الاستحقاق الرئاسي من استعصائه. حتى ان الفرنسيين لا يعولون على هذه الجولة بشيء، لكنهم مصرون على البقاء في الساحة الاقليمية من «البوابة» اللبنانية، لكنهم يشعرون ان الخناق بات يضيق عليهم لسببين رئيسيين: الاول انهم تركوا دون دعم جدي من اعضاء الخماسية، والثاني انهم فقدوا دور الوسيط بين تلك الدول وايران، التي نجحت في اقامة حوارات مباشرة خصوصا مع السعودية، وهم ينتظرون تبلور مشهدين احدهما داخلي والآخر اقليمي، وقد يستعيدون زخم مبادرتهم.
داخليا، وفي الوقت بدل الضائع، دخلت الدوحة بقوة على خط تعطيل الحوار القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، عبر تقديم اغراءات لرئيس تكل لبنان القوي جبران باسيل، لاقناعه بعدم الدخول في تسوية تصل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بعبدا.