“جايين يا أرز الجبل جايين”، واحدة من روائع وديع الصافي التي نسجها شاعر الضيعة أسعد السبعلي بتانٍ غير مسبوق، فتدحرجت على أوتار الصافي أسماء مختلف القرى والبلدات للبنانية، ما زادها بريقاً، حباً وجمالاً.
نستذكر أغنية الصافي والسبعلي، كونها يمكن ان تصحّ في أي زمان ومكان، لاسيما في هذه الأيام العصيبة التي حاولت ان تخنق الوطن، فأثبت أهله انهم قادرون على خلق الفرح من صلب المعاناة وعلى ابتكار اساليب العيش على الرغم من أصوات الموت الكثيرة المحيطة بهم.هذا الصيف لم يكن عادياً في لبنان، انما اتى استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، فصحيح ان هذا البلد لم يبخل يوماً في تقديم الفنون والمهرجانات والحفلات المتنقلة، لكنه هذه السنة أثبت للعالم مجتمعاً ان الفرح لا تحده أزمات، والازمات لا يمكن لها ان تحدّ من ابداع اللبنانيّ على مختلف الصعد والمجالات.ما بدا لافتاً ليس المهرجانات الدولية التي عادت لتضخ “الاوكسجين” في بعلبك، بيت الدين، إهدن، جبيل، القبيات وغيرها من المدن والبلدات العريقة، انما المهرجانات المُتنقلة التي اعادت الانوار الى ساحات كل قرية من قرى لبنان في مختلف المحافظات والأقضية.وحركة القرى المميزة لهذه السنة، يمكن اعتبارها الدليل الأهم لامكان تعافي لبنان، ففي بلد لا يعرف ناسه سوى البحث عن الفرح والأمل والايجابية، لا يمكن لأي ازمة ان تدوم، مهما اشتدت فصولها.وفي التالي، عرض سريع لبعض المهرجانات التي انتشرت في بعض القرى والبلدات اللبنانية:مهرجانات سنويةتجددت لهذه السنة مجموعة من المهرجانات السنوية والتقليدية التي تحييها بعض المناطق اللبنانية ومنها: “مهرجان الزهور” في بكفيا، “العنب” في بسابا الشوفية، “الكرز” في حمانا، “ليالي دوما” في دوما، و”جزين القروية”.مهرجانات عيد السيدةلمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، عمت المهرجانات هذه السنة مختلف القرى والبلدات التي تتخذ من العذراء مريم شفيعة لها، والمشترك بين مختلف هذه الاحتفالات كان حضور “هريسة العيد” التي ينتظرها المواطنون سنة تلو الاخرى، ومن أبرز القرى والبلدات التي احتفلت بعيد السيدة لهذه السنة، نذكر: عين الخروبة، حراجل، العربانية، القبيات، المتين، راشيا الوادي، كفرحونة، سبعل، بجه، الفنار، بقاعكفرا وغيرها من البلدات والمدن اللبنانية.إحتفالات عيد الموسيقىإحتفل لبنان هذه السنة بالنسخة الثالثة والعشرين من عيد الموسيقى، فنظم المركز الفرنسي في لبنان من 16 إلى 24 حزيران الفائت مجموعة امسيات موسيقية على كامل الأراضي اللبنانية من خلال فروعه الموزعة في كل لبنان.واحتفالات عيد الموسيقى، تميّزت بتنوع الامسيات التي قدمتها، اذ شهد بعضها مجموعة عروض موسيقية تقليدية وتراثية، في حين شهد بعضها الآخر اعمالا موسيقية حديثة وغربية.