لا تزال الأنظار تتركز نحو الحوار الدائر بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على اعتباره الحدث الوحيد الذي يحيد عن الستاتيكو السياسي في لبنان، والقادر على تبديل التوازنات وموازين القوى النيابية في حال وصل الى نتائج ايجابية، ولعل مؤشرات التواصل باتت تميل أكثر نحو الإتفاق وإن كان الأمر يحتاج الى مزيد من الوقت.
قد يكون مسار “حارة حريك – ميرنا الشالوحي” من المسارات الأكثر فاعلية للوصول الى تسوية رئاسية، على إعتبار أن إنضمام تكتل “لبنان القوي” الى نواب “الثامن من اذار” في تأييد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أو أي مرشح آخر سيؤمن الأكثرية النيابية المطلوبة لايصال هذا المرشح الى قصر بعبدا، وهو ما لا يستطيع اي فريق سياسي اليوم تحقيقه.الأهم أن إنضمان تكتل باسيل الى “تحالف الثامن من آذار” ينهي المشكلة الميثاقية التي يعاني منها “حزب الله” والتي تعرقل بشكل جدي إيصال مرشحه الى بعبدا، كذلك فإن حل هذه المشكلة قد يؤدي بشكل تلقائي الى حل أزمة النصاب الدستوري على اعتبار أن اللقاء الديمقراطي الذي يرفض فرنجية انتخابه اليوم بحجة عدم وجود ميثاقية مسيحية قد ينضم الى مؤيديه بعد إنضمام باسيل.لكن هذا المسار، وبغض النظر عن النتيجة العددية التي قد يؤمنها، سيكون عبارة عن مسار صدامي مع بعض القوى الداخلية، والاهم مع القوى الاقليمية والدولية التي لا يبدو أنها متحمسة لوصول مرشح “حزب الله” الى رئاسة الجمهورية، وعليه فإن ثنائي مار مخايل قد ينتظر نضوج التسوية الإقليمية قبل الإعلان عن نتائج حواره.المسار الثاني هو المسار الاقليمي، المتمثل بالتوافق العام بين ” اللجنة الخماسية” من جهة وإيران من جهة أخرى، وهذا الأمر لا يعني حصراً إتفاق هذه الأطراف على الملف اللبناني والإستحقاق الرئاسي بكل تفاصيله، بل مجرد حصول تهدئة وتسوية في بعض ملفات المنطقة، وحصول اتفاق بين واشنطن وطهران على غرار إتفاق الرياض – طهران، سيكون الوصول الى تسوية داخلية لبنانية أكثر سهولة.المسار الثالث للتسوية المحتملة، يبدأ في حال فشل التلاقي بين “التيار” و”حزب الله” على أي مرشح رئاسي، في مقابل نجاح التسويات الإقليمية في تمهيد الطريق وتكوين رؤية مشتركة حول لبنان، عندها ستتلاقى قوى سياسية من بينها “حزب الله” على إسم توافقي مثل قائد الجيش العماد جوزيف عون أو غيره، وفي هذا السيناريو سيبقى حلفاء لكلا الطرفين خارج الإتفاق..