برّي يلغي تمايزه عن حزب الله!

26 أغسطس 2023
برّي يلغي تمايزه عن حزب الله!

كتبت روزانا بو منصف في “النهار”: احد ابرز الاسئلة لدى مهتمين كثر في الخارج بالوضع في لبنان كما في الداخل يتصل بمحاولة معرفة اسباب تخلي الرئيس نبيه بري عن دوره كنقطة وسط او محاور بحيث الغى تمايزه الكلي مع ” حزب الله”لا بل تقدمه في موضوع التمسك بالوزير السابق سليمان فرنجيه بغض النظر عن واقع علاقته معه ودعمه في 2016 في ظل اصراره على تحدي الطائفة المسيحية ككل .

وهؤلاء يثيرون هذا السؤال من منطلق ان هذا التطور افقد البلد مرجعية كانت وفرت على البلد الكثير من التشنجات ربطا بتطييف الاستحقاق الرئاسي ولعله كان ابقى بعض الجسور المفتوحة بين الطوائف .

يعتبر البعض ان انكفاء بري عن دور متمايز عن الحزب في هذه المرحلة علما انه دور استند اليه الخارج في شكل خاص لكي لا يحاور ” حزب الله” وبحيث شكل بري الوجه المعتدل والمحاور لدى الطائفة الشيعية، يعود الى احد امرين : الاول هو معرفته بان لا شيء يمكن ان يتحرك من ضمن توافق دولي واقليمي يمكن ان يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وهو لم يلمس هذه اللحظة علما ان بعض المواقف الاقليمية كانت ستسجل مكسبا في مصلحته ومصلحة الحزب حين انتشرت انباء عن موافقة او بالاحرى عدم ممانعة المملكة السعودية في انتخاب سليمان فرنجيه قبل ان تعود هذه الاخيرة وتصحح هذا الانطباع في اجتماع خماسية الدوحة اخيرا .

وثانيا اعتباره نتيجة لتجربته وحنكته كما حدسه السياسي وجوب ان يلعب ورقة المقعد الخلفي وينتظر على قاعدة ان الظروف لا بد ان تتوافر لاعادة تعويم دوره الذي لا غنى عنه قياسا الى الاضطرار الى التعامل مع الطائفة الشيعية وافضلية التعامل معه بدلا من الحزب.

وانه الوحيد القادر على ان يكون جسر عبور وتواصل ويقول البعض ان الثنائي الشيعي لا يزال يستند الى موقف خارجي داعم لخياره يتمثل في شكل خاص في الدور الايراني ولكن ايضا بالدور الروسي واصراره على دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه على خلفية انه يسجل انتصارا للمحور الذي يوفر لروسيا موقعا مناهضا لاي مكسب اميركية.

ثمة من يخشى لا سيما في ظل التحول او التغيير الذي طرأ على دور بري الذي يعد من ابرز من يعرف موازين القوى في البلد وانكفائه عن دور متوازن ان لا تكون المسألة لا تزال من يكون رئيس الجمهورية المقبل .

فحين يصر الثنائي الشيعي على مرشح معين فيما يعرف هذا الفريق تماما ان القوى المسيحية لن تقبل به ويصر على السير به رغما عن ذلك ، يخشى ان ذلك بان يعزز الاقتناع بانه يريد الفراغ ليس الا.