آثار وتاريخ ورمزٌ للصمود.. لا تفوتوا زيارة هذه المناطق في جنوب لبنان (صور)

26 أغسطس 2023
آثار وتاريخ ورمزٌ للصمود.. لا تفوتوا زيارة هذه المناطق في جنوب لبنان (صور)

 
صيدا بوابة الجنوب يؤكد المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز عبر “لبنان 24” انه “لزيارة الجنوب أنتم بحاجة لقضاء 3 أيام فيه لتتعرفوا إليه بشكل كامل، والبداية تكون من مدينة صيدا التي هي بوابة الجنوب، ونهر الأولي فيها هو مدخل جنوب لبنان عبر التاريخ”.   ويُتابع: “صيدا مدينة فينيقية تشتهر بآثارها القديمة خاصة التي تعود إلى القرن الثاني عشر وهي الفترة الصليبية ولاحقا فترة المماليك ومن ثم الحقبة العثمانية والانتداب الفرنسي”.  اشتهرت صيدا عبر التاريخ من خلال صمودها ضد الاحتلالات وهي إلى اليوم تُعتبر مدينة الصمود والمقاومة خاصة عندما اجتاح العدو الإسرائيلي جنوب لبنان في عامي 1978 و1982.   من آثارها القلعة البحرية إضافة إلى الأسواق القديمة منها خان الفرنج الذي بناه الأمير فخر الدين وخان الصابون والقصور القديمة والأسواق القديمة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.   لا تزال المدينة تُحافظ على تاريخها القديم وهندستها القديمة وفيها أسواق متعددة منها سوق النجارين وسوق الخضار وسوق الذهب، وهذه الأسواق تعود لفترة المماليك الذين كانوا يشتهرون بالحرف وكانوا يشيدون الجوامع والأسواق في المنطقة نفسها.  إضافة إلى الآثار هناك الجوامع القديمة والكنائس ومن بينها كنيسة مار نقولا وهي مقسومة إلى قسمين للكاثوليك والأرثوذكس وينقل المؤرخون ان القديسين بطرس وبولس إلتقيا فيها، وهي تشتهر أيضا بالمطاعم إضافة إلى الحلويات العربية.  
 

 
 

 

 
 
 
تاريخ ومُقاومة وصمود يُضيف فواز: “من صيدا يمكن التوجه إلى منطقة جزين وهي منطقة جبلية تشتهر بمطاعمها وشلالاتها.”  وفي قضاء جزين يمكن زيارة بلدة بكاسين التي فازت قبل سنتين بجائزة أفضل قرية نموذجية وسياحية في العالم وهي تتميز بغابات الصنوبر والمنازل القديمة.  
 
 

 

 
 
 

من جزين إلى جبل الريحان حيث هناك مغارة الريحان والتي هي شبيهة بمغارة جعيتا ويمكن المرور بحاصبيا التي تشتهر بحقول الزيتون ونوعية زيت الزيتون الفاخر إضافة إلى المطاعم على ضفاف نهر الحاصباني، وصولا إلى منطقة مرجعيون وسهل مرجعيون ومُعتقل الخيام الذي هو مُعتقل الصمود ورمز لعدوانية إسرائيل وانتصار المقاومة وتحرير الجنوب عام 2000 وهو كان ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي خلال الانتداب ومن ثم للجيش اللبناني وحوّل لسجن للمعتقلين خلال الاحتلال الإسرائيلي، مرورا ببوابة فاطمة التي هي أيضا رمز من رموز المقاومة وتحرير جنوب لبنان.
 

 
 

 

وفي المنطقة نفسها يمكن زيارة قلعة الشقيف وهي قلعة صليبية ضخمة جدا ومُهمة مثل قلعة تبنين وقلعة نمرود وهذه القلاع في المنطقة كانت تشكّل “ثالوثا عسكريا” للصليبيين.
 
 

 

وإذا اتجهنا من مدينة صيدا ساحلا نمر ببلدة مغدوشة وهي تشتهر بمقام السيدة العذراء وهناك مغارة أيضا فيها يُقال ان السيدة العذراء بقيت فيها لـ 3 أيام بانتظار السيد المسيح عندما كان يُبشر بالمسيحية في المدن الوثنية القديمة.   وهذه المغارة تحوّلت لاحقا إلى كنيسة ومزار وقد بنيت بجانبها كاتدرائية إضافة إلى تمثال للسيدة العذراء.
 
 
 
 
 

من مغدوشة إلى الصرفند وهي مدينة ذكرت بالانجيل المقدس تحت اسم “سربتا” وهي كانت مركزا رئيسيا للفينيقيين لصناعة الزجاج.
 
 
 
صور “سيدة” المدن الفينيقية من صيدا إلى صور التي نعبرها عبر نهر القاسمية والذي هو امتداد لنهر الليطاني الذي ينبع من البقاع وصولا إلى شاطئ صور وطوله 166 كلم وهو أكبر نهر لبناني.   ومدينة صور تشتهر بشاطئها الرملي الرائع وبالمطاعم القديمة خاصة في المرفأ الفينيقي القديم.  صور عبر التاريخ كانت مدينة فينيقية وتم ذكرها من قبل المؤرخين اليونانيين الكبار وكانت تُعتبر “سيدة المدن الفينيقية” أي انها المدينة الفينيقية الأم أو الأساس في العالم الفينيقي. كانت مدينة غنية جدا ومركزا رئيسيا لصناعة السفن من خشب الأرز واللزاق إضافة لصناعة الزجاج المنفوخ وصباغ الأرجوان الذي كان يُعتبر لونا ملوكيا وكانت تصبغ الأنسجة والثياب بهذا اللون ويتم بيعه بأثمان باهظة. مع الإشارة إلى ان مدينة قرطاج التونسية أسستها الملكة اليسا التي نُفيت من مدينة صور.  وتشتهر صور بآثارها التي تعود أيضا للفترة الرومانية من مدرج روماني إضافة إلى المسارح والحمامات الرومانية والطرقات الرومانية.  بعد صور يمكن التوجه إلى الناقورة ولاسيما منطقة رأس البياضة التي تتميز بشاطئ نظيف إضافة إلى المطاعم التي تُشرف على هذا الشاطئ الصخري.  وفي الناقورة هناك مقام النبي شمعون “شمعون الصفا” وهو مقام ديني للمسلمين يحتوي في داخله على مقام وجامع، إضافة إلى قلعة صليبية بجانبه هي قلعة “شمع” التي تم ترميمها مؤخرا.  
 

 
 

 
 
 
مُحافظة النبطية أما النبطية فهي إحدى أكبر المدن وهي مركز مُحافظة ويمكن القيام بعدة زيارات فيها، فيمكن زيارة قلعة الشقيف ومركز مليتا السياحي الذي كان مركزا عسكريا للمقاومة التي دحرت الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 حيث حفر المقاومون الصخر والأنفاق في الجبال بطرق بدائية جدا في مقابل مراكز الاحتلال الإسرائيلي.
 
 

 
 

وهناك أيضا في منطقة شقرا قلعة “دوبيه” الصليبية وصولا إلى قلعة تبنين وهي أيضا قلعة صليبية ضخمة جدا توازي بأهميتها قلعة الشقيف.
 
 

 
 

وقلعة تبنين بناها الصليبيون عام 1104، وبلدة تبنين وخانها ذكرهما ابن الجبير في كتابه رحلة ابن الجبير وتم بناؤها لكي تكون مركزا للهجوم على مدينة صور التي كانت بيد الفاطميين ولاحقا المماليك وسقطت بيد الصليبيين في عام 1124 فكانت قلعة تبنين رئيسية في تلك الحقبة.
 
 

 
 
 
بنت جبيل والزهراني مدينة بنت جبيل وهي مدينة الصمود واشتهرت بمقاومتها الشرسة في حرب تموز 2006 وصولا إلى مناطق عين إبل ورميش.
 
 
 
 

 
 
 

بلدة قانا او قانا الجليل التي اشتهرت بزيارة السيد المسيح لها ومكث ليلة في إحدى المغارات فيها وشهدت المعجزة الأولى له حيث حوّل المياه إلى خمر.  هناك أيضا منطقة القليلة وبرك رأس العين التي جر الرومان المياه منها عبر قنوات وصولا إلى مدينة صور.  وهناك منطقة الزهراني التي تشتهر بمصفاتها وهي أنشئت من قبل شركة BECHTEL وكانت تعود ملكيتها إلى شركة (Tapeline) وهي شركة خط الانابيب عبر البلاد العربية التي كانت تستقبل النفط الخام من النوع العربي الخفيف من السعودية من خلال خطوط أنابيب النفط الممتدة عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى مصب الزهراني في جنوب لبنان.
 
 

 
 
 
 

ولا بد من الإشارة إلى ان الجنوب اشتهر أيضا بتسمية جبل عامل وخرج من هذه المنطقة علماء دين وعّلامة أغنوا تاريخ جبل عامل بالعلم والثقافة والعلوم، إضافة إلى قادة عسكريين اشتهروا تاريخيا من بينهم القائد العسكري ناصيف النصار الذي واجه أحمد باشا الجزار وادهم خنجر الذي قاوم الانتداب الفرنسي والبريطاني.
 
إذا جنوب لبنان غني بالآثار التاريخية ويمكن القيام فيه بسياحة ثقافية وترفيهية ودينية ويضم فنادق ضخمة كما يتميز بصناعات محلية وبمناطق زراعية لاسيما منطقة حاصبيا التي تشتهر بزراعة الزيتون كما يشتهر أيضا بزراعة التبغ والتنباك، فماذا تنتظرون لزيارته؟  
 
(المعلومات بالتعاون مع المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز)