رجال حول وطني.. طلال سلمان

26 أغسطس 2023
رجال حول وطني.. طلال سلمان
فادي الغوش _ بيروت نيوز

أيها المبارك دون تطويب…صوت الذين لا صوت لهم..

ولد طلال سلمان في بلدة شمسطار (غربي مدينة بعلبك) عام 1938.والده : ابراهيم أسعد سلمان، والدته فهدة الأتات.

درس في مدارس عدة بحسب تنقل والده الدركي في المدن اللبنانية، وأنهى دروسه الثانوية سنة 1955.

تزوج من عفاف محمود الأسعد من بلدة الزرارية في سنة 1967.ورزق منها:هنادي، ربيعة، احمد، و علي.

عاش دون أمس وانتظرَ بلا غد، هذا الذي أطعم الثقافة من زاده فاشبع بالكلمة كل جياعها… معجنه الثر …

مسافرٌ على طريق الحرية…ديدنه الصحافة… امتطى يراعه وخطَّ به أبلغ الكلمات في مقالته اليومية “على الطريق” في جريدته “السفير”، الذي تفرغ لإصدارها كجريدة يومية.

وقد صدرت في 1974/03/26 بعد اتصالات ومشاورات ومحاورات واسعة شملت العديد من كبار القادة والسياسيين والصحافيين من الكتاب والأدباء العرب، حتى جاءت مصداقاً لشعارها “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”، وكان شعارها الرديف “صوت الذين لا صوت لهم”.

فغدى كاتب مقالة أدبية بأسلوب السهل الممتنع…

حتى آخر عدد من صدورها بتاريخ 4 كانون الثاني 2017.

وكان قد تمرَّسَ قبلها في الصحف اللبنانية ثم مجلة “الحوادث” سنة 1957 وعمل فيها محرراً ثم سكرتيراً للتحرير، ومنها انتقل إلى مجلة “الأحد” سنة 1960 وتولى إدارة التحرير.

وفي خريف 1962 سافر إلى الكويت حيث أصدر مجلة “دنيا العروبة” لصاحب “دار الرأي العام ” عبد العزيز المساعيد، التي تولى رئاسة تحريرها لفترة قصيرة عاد بعدها الى بيروت ليتولى ادارة التحرير في مجلة “الصياد ” في صيف 1963.

بين 1963 و 1973 تنقل بين مجلات “الصياد” و”الأحد” و”الحرية”، قبل أن يتفرغ مع ” الصياد” و” الانوار” لتغطية الأحداث العربية فعرف دواخل العديد من الأقطار وحاور مجموعة من أبرز الملوك والرؤساء والقادة السياسيين والحزبيين العرب، وعالج مجموعة من الملفات والقضايا الساخنة.

كما حاور عدداً كبيراً من كبار الأدباء والكتاب والفنانين العرب، في العديد من الأقطار العربية، وربطته بمعظمهم صداقات وثيقة.

عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ العام 1976حتى العام 2016.ظهرت “السفير” جريدة مقاومة ومقاتلة، وكان لها دور أساس في استنهاض الصمود والتصدي للاحتلال، ورفع الظلم وحملت لواء تحرير فلسطين والقضايا العربية العادلة،كما كانت عناوينها الرئيسية محفورة في ذاكرة تلك المرحلة.

اذ انسى لن انسى يوم كتب مانشيت “السفير “على ثمانية اعمدة “برجا تحت الإحتلال تعلن ثورة الحجارة”…
ويوم قصفت الطوافة “مرج برجا” صدر مقاله الشهير:” ليست الطوافة ولا الطوائف… برجا هي القضية”…
ودائماً كان يردد على مسامعي كل ما التقينا عن عنفوان بائع الأقمشة البرجاوي وشهامته….
تعرض سلمان لمحاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في 1984/07/14 وأصيب بجروح في أنحاء مختلفة من جسده.
قال لي مرة: “ستعجب من حديثي في السياسة، ولكنني أعتقد أن بين أسباب هزيمة العرب أنهم يعانون من نقص شديد في الحب، حبهم لأرضهم، حبهم للغتهم، حبهم لأهلهم، حبهم لأبنائهم. إنهم يتضاءلون عبر احتقارهم لأنفسهم فيؤلهون عدوهم لتبرير هزيمتهم بعجزهم.

إنهم يكرهون أنفسهم فكيف ينتصرون؟الحب ليس امرأة. الحب أرض وناس، أطفال”…
في سنة 2004 وفي الذكرى الثلاثين لإصدار “السفير” كرّمته المؤسسات الثقافية والنوادي في أنحاء لبنان كله، وتسلم منها الكثير من الدروع التقديرية، وألقى أكثر من عشرين محاضرة في مختلف المناطق اللبنانية.

حائز على عدد من الجوائز العالمية والعربية على تميزه ونجاحه في الدفاع عن قدسية الكلمة وحرية التعبير كرجل صحافي مؤثر.
طلال سلمان تاريخ من تاريخ الصحافة اللبنانية والعربية.

تعلمنا منه الكتابة على جدار الصحافة، وأن “الهزيمة ليست قدراً”، “هوامش في الثقافة والأدب والحب”، “على طريق الديمقراطية”، “مع الشروق”…

سيبقى يراعك خالداً وستظل السفير صوت الذين لا صوت لهم … حسبك انك عمِلتَ وفعلت.

“نمْ في ضريحك واستتر في جوفهِ

فالكنز يتخذ التستُرَ مرقدا…”

رحمك الله

المصدر بيروت نيوز