كتبت سابين عويس في “النهار”:لا بد من التوقف عند الوقائع التي ستنطلق منها أي مفاوضات محتملة قريبة مع إسرائيل بوساطة الوسيط الأميركي في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اموس
هوكشتاين ، وهي تقوم على مبدأ أساسي بأن التعاطي مع هذا الملف لا ينطلق من مبدأ الترسيم، وانما من مبدأ تثبيت الحدود بعد معالجة النقاط المختلف عليها على طول “الخط الأزرق”، وعددها 13، بقي منها سبع نقاط بعدما تم تذليل ستّ منها في مراحل سابقة. يتمسك لبنان بحقه في الحدود الرسمية المعترف بها لدى الأمم المتحدة، والتي تم الاعتراف بها في اتفاق الهدنة عام 1949 وفق ما بات يُعرف بخط الهدنة، المصادق عليه من مجلس الامن الدولي. ما يعني ان أي تثبيت للحدود اليوم مع إسرائيل سينطلق من ذلك الخط، وسيؤدي الى انسحاب إسرائيل من النقاط التي اخترقت الاتفاق بموجبها.
Advertisement
بالعودة الى السؤالين اللذين سيحكمان مسار التثبيت، والثمن الذي سيترتب على لبنان او تحديداً على “حزب الله” التنازل بموجبه، وهو المستهدف الأساسي بهذه المسألة، ما دام تحرير الأراضي المحتلة سيتم بموجب مفاوضات واتفاق يسحب ذريعة المقاومة والسلاح، فترى مصادر سياسية مطلعة ان هذا الموضوع يدخل في حيز كبير منه في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية. ذلك ان الحزب يتمسك بمرشحه سليمان فرنجية لأنه يتمتع بثقته، ويشكل له الضمانة التي يبحث عنها او يحتاج اليها عندما تصل الأمور الى هذا الحد. وفي رأيها ان فائض القوة والغطرسة التي يتعامل بها الحزب مع شركائه في البلد لا يعكس حقيقة، بل هو في الواقع يحاول ان يخفي قلقاً يستشعره انطلاقاً من معرفته ان ذريعة السلاح لا يمكن ان تدوم الى الابد، وانه في نهاية المطاف سيحتاج الى النزول عن شجرة السقوف العالية والجلوس مع الآخرين. وهذا الواقع يقود الى الجواب عن التساؤل الآخر، للخلوص الى ان لا مفر من التوافق على طاولة حوار وطني، لطرح الاستراتيجية الدفاعية.
من هنا يبدأ دور الوسيط الأميركي الذي اكد استعداده لخوض غمار المفاوضات الجديدة، وهو حدد في لقاءاته الرسمية الخطوط العريضة لتحركه المقبل، وما هو مطلوب من لبنان تحقيقه ويتمثل بالآتي:
– تأكيد الاهتمام باستكمال المساعدة في الملف النفطي من خلال فتح الباب امام الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار.
– التأكيد على الاهتمام بالدخول في وساطة في ملف تثبيت الحدود البرية. وقد نقل هوكشتاين عن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم قبل وصوله الى بيروت وجود جهوزية واستعداد للدخول في المفاوضات، والعمل على تهدئة طويلة الأمد تبعد شبح الحرب او المواجهة.
– التشديد على ضرورة انجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد نُقل عن رئيس المجلس نبيه بري بعد لقائه الوسيط الأميركي عدم تشاؤمه بإمكان حصول خرق قريب على هذا الصعيد.
– تأكيد الالتزام الأميركي بالاستقرار في لبنان، ولا سيما في الجنوب وعلى طول المناطق الحدودية.
– تأكيد جدية التحرك او الوساطة الأميركية في ملف الحدود البرية، يقابلها جدية مماثلة على الجانب الآخر من الحدود، في انتظار ترقّب مدى جدية لبنان وعدم سعيه الى المماطلة والمراوغة في سياق تحسين شروط الحوار والاستراتيجية الدفاعية ووصول الرئيس الضمانة له.