فرنسا قد تراجع موقفها من حل الأزمة الرئاسية.. و الثنائييدعو لعدم البناء على الأوهام

3 سبتمبر 2023
فرنسا قد تراجع موقفها من حل الأزمة الرئاسية.. و الثنائييدعو لعدم البناء على الأوهام

لا تزال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار لمدة أسبوع فقط محل أخذ ورد، وسط رفض قاطع لقوى المعارضة لهذا الحوار، وهذا ما سيتظهر اليوم في الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب حيث سيأتي على كل الملفات العالقة لا سيما  المتصلة بانتخاب رئيس ودعوة بري للحوار، وسط إشارة مصادر مطلعة لـ”لبنان24″ إلى أنَّ جعجع سوف يعلن عدم مشاركة “القوات” في أي حوار قبل انتخاب رئيس، لأن  الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس عبر الدعوة  لجلسات انتخاب مفتوحة، حسب الدستور، ومن ثم لكل حادث حديث.

 
ورأت المصادر أنَّ جعجع سوف يتحدث أيضاً عن زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان ودور اللجنة الخماسية والتمديد لليونيفيل وملف النازحين فضلاً عن التدقيق الجنائي وملفات اقتصادية مرتبطة بالوضع المالي.
وعليه، فإنهُ لا حوار في المدى المنظور طالما أنّ المعارضة على موقفها الرافض لذلك، وبالتالي يفترض أن يتحدد المسار في البلد في الأيام المُقبلة، في حال حصول زيارة لودريان وما سيتمخض عنها من نتائج، علما أنّ أوساطاً سياسية معارضة أشارت أمس إلى أنّ الأجواء الإيرانية – الفرنسية ليست إيجابية في ما خصّ الملف اللبنانيّ، وهذا من شأنه أن يدفع  فرنسا إلى مراجعة موقفها  تجاه حل الأزمة الرئاسية.
 
في المقابل، ثمة من يعتبر أن الأمور على أحسن حال بين الفرنسيين وحزب الله، وأنَّ الاتصالات مستمرة بينهما وأن الحزب يبدي ارتياحاً لموقف فرنسا من الإستحقاق الرئاسي ويتطلع الى انعكاس التفاهم الإيراني – السعودي إيجاباً على لبنان، علماً أنّ مصدراً سياسياً بارزاً في “الثنائي الشيعي” يشدد على أن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية  لايزال مرشح “حزب الله” و”حركة امل” ولا داعي لبناء اوهام على غياب اسم فرنجية من خطاب بري في 31 آب، فالأخير ملتزم بدعم “رئيس المرده” وهذا ما أكده ويؤكده أمام من  يلتقيه من دبلوماسيين وموفدين اجانب لكونه يتمتع بالمواصفات المطروحة للمرحلة المقبلة، علماً أنّ بري يهمه في الوقت نفسه التأييد السعودي لهذا الانتخاب، هذا فضلاً عن أنَّ “حزب الله” مرتاح لوضعه وقد شكلت مواقف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المتصلة بتفاهم سعودي – إيراني على عدم التدخل في الاستحقاق الرئاسي رسالة إلى خصوم “حزب الله” بأن الكلمة هي له  وأنَّ إيران لن تطلب من الحزب القبول بأي تسوية في هذا الملف.
 
وفيما بات معروفاً أن الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” يحتاج إلى وقت وأن اللجنة التي شكلت لم يحدد موعد اول اجتماع لها، فإنّ المهلة المعطاة  لتبيان مآل الحوار حددها “التيار” بفترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين وتنتهي في تشرين الأول المقبل، وبالتالي يفترض ب”حزب الله” التفاهم مع حلفائه في هذا الوقت ايضا حول بندي اللامركزية والصندوق الائتماني، علماً أنّ الرئيس بري لم يأت في اطلالته  الخميس على ورقة باسيل لا من قريب ولا من بعيد.
 
وتقول مصادر في “كتلة التنمية والتحرير”إن الرئيس بري  ملتزم باتفاق الطائف وبتطبيق بنوده من دون زيادة أو نقصان، مشيرة إلى أن رئيس المجلس لطالما دعا إلى تطبيق “الطائف” لكن ثمة قوى سياسية رفضت ذلك وحاولت ربط بند الغاء الطائفية السياسية بأمور غير واردة في الدستور، معتبرة أنّ المكونات السياسية باغلبيتها لن تسير بطرح اللامركزية المالية إلّا وفق ضوابط تمنع الاستقلالية للكيانات الإدارية، وتحقق الإنماء المتوازن وهذا أمر يبدو غير وارد عند باسيل.
 
وفي هذا الوقت الضائع يصل اليوم إلى السعودية حاكم البنك المركزي بالإنابة وسيم منصوري تلبية لدعوة نقلها اليه السفير السعودي وليد البخاري، حيث أعد له برنامج لقاءات واسع مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين خصوصاً في القطاع المالي.
 
ولا شك أن هذه الزيارة تكتسب أهمية، إلا أنّ مصادر مالية رفضت التعويل عليها من منطلق التأكيد السعودي المستمر أن لا دعم للبنان من خلال الاستثمار وغيره، إلا بعد تكوين السلطة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من لبنان على المستويين الاقتصادي والمالي.