القوى السياسية بإنتظار التطورات الإقليمية… والتنقيب عن الغاز!

4 سبتمبر 2023
القوى السياسية بإنتظار التطورات الإقليمية… والتنقيب عن الغاز!


يتقدم حوار “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله” بشكل لافت، اذ يتعامل الطرفان بجدية كبيرة مع الأمر بهدف إنجاحه، حتى التسريبات الإعلامية التي تخرج الى الرأي العام متفق عليها بين الحليفين، في محاولة واضحة لإظهار الإيجابية المسيطرة على العلاقة الثنائية في لحظة التخبط التي يعيش فيها افرقاء المعارضة، وهذا ما يساهم في زيادة الضغط عليهم.

حوار” ثنائي مار مخايل” قد يصل خلال أسابيع الى الإتفاق على نقاط عامة مرتبطة بالعناوين المطروحة، إن كان رئاسة الجمهورية او اللامركزية الادارية والمالية والصندوق الإئتماني، وما يزيد من إيجابية المشهد، هو إشراك “حزب الله” لرئيس المجلس النيابي نبيه بري في الحوار وتعاطي بري المنفتح معه من دون أي حساسيات مرتبطة بمطالب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.لكن، حتى الإتفاق الكامل بين الطرفين ومعهم حركة “أمل”، لن يؤدي الى تسوية رئاسية، فإقرار مطالب وشروط باسيل يحتاج الى قوى سياسية ونيابية إضافية لا يستطيع الحزب توفيرها، لذلك فإن الإتفاق مع “التيار” يؤمن لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية قاعدة داخلية تلاقي التسوية الخارجية التي لا بديل عنها لإيصال رئيس جديد إلى قصر بعبدا.بمعنى آخر، في حال بقيت القوى المسيحية كافة معترضة على وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فسيؤدي ذلك الى عرقلة، وإن كانت مؤقتة، لاي إتفاق خارجي، أما في حال إستطاع الحزب تأمين غطاء تكتل “لبنان القوي” المسيحي لفرنجية، فهذا يعني أن إنتظار التسوية يصبح مثمراً بالنسبة لمؤيدي رئيس “المردة”.على الصعيد الإقليمي، اوصل وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان رسالة واضحة عندما أكد خلال زيارته بيروت، أن الجانب السعودي طرح عدة افكار مرتبطة بالوضع اللبناني خلال اللقاءات الثنائية، وهذا يعني أن الملفات الإقليمية وضعت على طاولة البحث بين الطرفين وأنها مترابطة في ما بينها، لكن الوصول الى هذه المرحلة سيحتاج الى مزيد من الوقت، أقله حتى إنهاء التسوية اليمنية.لكل هذا المشهد يمكن أن يتبدل في حال بات هناك إرادة دولية واضحة بالذهاب نحو إنتخاب رئيس، لان قدرة الولايات المتحدة الاميركية على الضغط والتأثير اكبر بكثير من باقي الدول، وهذه الإرادة مرتبطة بشكل وثيق بعملية التنقيب عن الغاز والنفط، على اعتبار أن الأولوية القصوي لواشنطن وللاوروبيين هي الغاز في المتوسط، وتالياً فإن التأكد من وجود كميات تجارية سيفرض الذهاب نحو إستقرار سياسي مستدام يمر حتماً بإنتخاب الرئيس.