كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يفرض منطق الأمور أن يكون قائد الجيش أقرب إلى الرئاسة منه إلى تمديد فترة خدمته، ولو أنّه شخصياً يرفض مقاربة الموضوعين معاً ويمارس مسؤوليته بعيداً عن الإستهلاك السياسي أو أن يدرج اسمه في بازار الأسماء المتداولة. يجزم عارفوه أنّ موضوع الرئاسة لا يدخل في حساباته، وأنّ قطر وإن كانت تسعى لترويج ترشيحه، لكنها لم تفاتحه في الأمر، خلافاً لما يتردد، ومثلها فرنسا. الساعة التي أمضاها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان تضمّنت عتباً على المسؤولين وشكوى من تقاعسهم في القيام بواجباتهم من دون أي موقف حول القيادة والرئاسة.ينتقد عارفوه التصويب عليه في الموضوع الرئاسي في حين أنّ خطواته وقراراته كلها تؤشر إلى أنّ الرئاسة غير مدرجة في حساباته، من حادثة الطيونة إلى بشري إلى الكحالة وصولاً إلى عين الحلوة. منذ 17 تشرين ولغاية اليوم لم يغيّر جوزاف عون سلوكه أو يقارب أمور مؤسسته العسكرية من المنظار الرئاسي ويزعجه الحكم على قراراته انطلاقاً من هذا المنحى.في العاشر من كانون الثاني تنتهي ولاية جوزاف عون، ويغادر إلى منزله مرتاح الضمير. ليس معلوماً هل يعيّن خلف له؟ يفضّل رئيس الحكومة التعيين على عتبة نهاية ولاية قائد الجيش، وليس قبله تجنباً للإعتراض. حتى الساعة يصرّ وزير الدفاع على أنّ الأمر يحتاج إلى إجماع وطني غير متوافر بينما تنصحه المؤسسة العسكرية بتغليب مصلحة المؤسسة على ما عداها. من وجهة نظر أهل البيت، الفراغ في المؤسسة العسكرية عامل سلبي يرتدّ عليها في ظروف قاسية تتمكن القيادة من تجاوزها بالتحايل.
Advertisement
من دون إعلان مسبق، يعدّ ترشيح قائد الجيش تحصيلاً حاصلاً، وإن رسا التوافق على اسمه فسيكون مستعداً لتولي مسؤولياته، وحينها من البديهي أن تكون له شروطه التي يقبل الرئاسة على أساسها، وإذا لم يجد نفسه قادراً على تحقيق أي خرق فستكون له الجرأة على الانسحاب. فالرئاسة طلباً للقب ليست هدفاً، والمطلوب أن ينتخب الرئيس وفق تسوية تؤمّن له تأدية دوره.
كان كل طموح جوزاف عون أن يكون قائداً للمؤسسة العسكرية. ليس ضرورياً أن يحلم بالرئاسة كي يبلغها بعدما صارت الرئاسة في لبنان وليدة التسويات، وحينها يصبح المستحيل ممكناً، فكيف اذا كان ترشيحه غير مدرج في خانة المستحيل.