رغم الحركة الديبلوماسية اللافتة بداية شهر أيلول مع وصول السفيرين الجديدين القطري والفرنسي الى لبنان ولقائهما الرئيس نبيه بري، كما لقاء السفير السعودي البطريرك الراعي، إلا أن الأجواء الرئاسية غير محسومة أيجاباً بعد. ويكرر مصدر ديبلوماسي، ما كان قد اعلنه سابقاً ل “لبنان ٢٤”، عن أفول الدور الفرنسي في لبنان ،رغم مجيء جان إيف لودريان بداية الأسبوع المقبل، وهو الذي تسلم منصبه الجديد مطلع أيلول، والتحوّل نحو دور قطري أكبر بتشجيع من “اللجنة الخماسية”. ولهذه الغاية سيصل موفد قطري خاص الى لبنان في اليومين المقبلين للبدء في مسعاه الرئاسي الجديد، على ألا يحمل معه أسماً واحداً لرئاسة الجمهورية، بل أسماء متعددة للاختيار منها في حال نجح تقريب وجهات النظر بين مختلف الأفرقاء.
اللافت أيضاً كان الانتقاد والتصويب الإيراني العلني والمباشر على الدور الفرنسي، ما فُسّر نعياً للمبادرة الفرنسية بما تحمله من تزكية مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية.هذه الحركة الديبلوماسية لاقاها وحتى سبقها الرئيس نبيه بري بدعوته الى الحوار المشوب بإمكان عدم انعقاده، الا انه ربما يفتح باباً للتفاوض او التسوية حول مرشح يكون مقبولاً من جميع الاطراف. مع ذلك، يستبعد معنيون امكان انتخاب رئيس في ايلول، في ظل انقسام عمودي داخلي خصوصاً بين الافرقاء المسيحيين، وفي ظل عدم التوافق الاقليمي والدولي بعد، تحديداً عدم الاتفاق الايراني – السعودي حيال انهاء ازمات المنطقة رغم التبادل الديبلوماسي بينهما ووصول السفير السعودي الجديد الى إيران، وتالياً عدم انضمام ايران بعد الى اللجنة الخماسية المعنية بإنهاء الأزمة الرئاسية.
اذاً، في انتظار وصول الموفد القطري وما سيحمله معه، فان الخوف يزداد من ان تلقى مبادرته مصير المبادرة الفرنسية، فيمرّ ايلول من دون انتخاب رئيس على وقع مزيد من الانهيار المالي والاقتصادي، وشدّ خناق دولي وتحديداً اميركي على تنفيذ اصلاحات مالية لم ينفذ منها اي شيء بعد، وترجم في مواقف حاكم مصرف لبنان بالانابة برفضه المس بالاحتياطي وتمويل الدولة اللبنانية.