في الشهر العالمي للتوعية ضد سرطان الاطفال: طريق السعادة لتكريم الابطال

8 سبتمبر 2023
في الشهر العالمي للتوعية ضد سرطان الاطفال: طريق السعادة لتكريم الابطال


 
تكاليف العلاجوبحسب الارقام الصادرة عن المركز، فانّ مدة العلاج غالبا ما تستمر لثلاث سنوات بمعدل كلفة علاج للطفل تبلغ خمسة وخمسين ألف دولار سنوياً حيث تتراوح الكلفة بين أربعين ألف دولار اميركي ومئتي ألف دولار اميركي في بعض الحالات. وبالتالي حاجة المركز السنوية قدرها 15 مليون دولار اميركي.
وفي لغة الارقام ايضا، فانّ المركز يستقبل سنويا حوالي 8,000 حالة دخول مستشفى ولديه 15,500 زيارة إلى العيادات الخارجية. يتم تغطية تكاليف 2,850 جلسة علاج كيميائي، و 1,525 جلسة علاج إشعاعي. منذ عام 2012 تحديداً، غطى المركز 113 عملية زرع نخاع العظم، و 50 عملية جراحية لإنقاذ الأطراف، و 4,047 ثقبًا قطنيًا، و 2,326 سحبًا لنخاع العظام ، و 922 فحصًا للعين تحت التخدير.
 
تكريم الاطفالوليس هذا العرض بالارقام، سوى للدلالة على خطورة ما يمر بها اطفال لبنان الذين يعانون من السرطان في ظل فاتورة استشفائية باهظة الثمن من جهة، وانقطاع الادوية احيانا من جهة ثانية. من هنا كانت جهود المركز لمتابعة الشهر العالمي للتوعية ضد سرطان الاطفال من خلال نشاطات معينة، تعددها منسقة برنامج جمع التبرعات في مركز سرطان الاطفال في لبنان ريما بيضون في حديث مع “لبنان 24”.
والبداية مع “مسار الفرح Path of joy” الاحتفال السنوي لتخريج تلامذة المركز من طلاب الشهادات الرسمية، ممن يتابعون أو أنهوا علاجهم في المركز، والذي سيقام في 14 ايلول في قاعة عصام فارس في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت. وبحسب بيضون: “هو حدث سنوي لتكريم الطلاب الابطال الناجحين في الشهادة المتوسطة والثانوية العامة. وهذا العام كان الطلاب فقط من حاملي الشهادة الثانوية العامة وبلغ عددهم 16 طالبا، جميعهم نجحوا في التقديم الرسمي، على الرغم من كل الصعوبات الصحية والتحديات التي كانوا يواجهونها، ويستحقون اليوم تكريمهم. وجرت الامتحانات من خلال المركز المتعمد من قبل وزارة التربية، وخضع الطلاب للرقابة ونجحوا بنسبة مئة بالمئة. درسوا وأثبتوا طاقاتهم وامكاناتهم وجميعنا سنحتفل بهم في الرابع عشر من الشهر الجاري باحتفالية تليق بهم وبعائلاتهم”.
 
طريق السعادةوبالنسبة الى بيضون فهذا النشاط يعكس مهمة اعطاء الامل بالدرجة الاولى، فهو كما اسمه طريق الى السعادة للاطفال من جهة، وخطوة توعوية لتحفيز الطلاب للسنوات المقبلة ايضا واعطائهم الامل بانّه على الرغم من كل الصعاب فانّه يمكن الوصول الى النجاح.
امّا النشاط الثاني الذي سيقوم به المركز خلال شهر التوعية العالمي فسيكون لجمع التبرعات بالدرجة الاولى. تقول بيضون: “هو حدث سنوي ايضا بالشراكة مع سبينس، حيث سيكون سوق الاكل وجميع النشاطات التي ستقام سواء ترفيهية او تجارية، سيعود ريعها للمركز لدعم الاطفال المصابين بالسرطان. وهذا الحدث سيستمر ليومين في 16 و17 ايلول لمن يحب المشاركة، وندعو الجميع لذلك لان الفعاليات ستتضمن ايضا برامج ترفيهية كما سيكون هناك مشاركة لافتة لرياضة المحركات”.
 
الفواتير الطبيةوبحسب الارقام ايضا فانّ نسبة التبرعات التي تصل الى المركز في السنوات الاخيرة قد انخفضت بشكل ملحوظ، وتقول بيضون: “الوضع الاقتصادي الصعب من جهة، اضافة الى الارتفاع الجنوني باسعار الادوية والفواتير الطبية من جهة اخرى، كل هذا يؤدي الى مزيد من الصعوبات التي تواجه المركز للاستمرارية، ولكن كما نقول ونؤكد دوما فاننا على أتم الاستعداد لتغطية علاجات كل الاطفال المتواجدين في المركز ونعول على اصحاب الايادي البيضاء لمساعدتنا في هذه المهمة الانسانية. نحن مستمرون ونطلب النجدة دائما والمساعدة ونأمل أن لا نصل الى المكان الاصعب. فاليوم هناك 500 طفل يتابعون علاجهم، وللاسف هناك حوالي 120 حالة جديدة كل سنة يستقبلها المركز”.
وللاسف فانّ عوامل عدة تؤدي الى زيادة نسبة معدلات السرطان في لبنان، وللاطفال حصتهم من هذا الألم الكبير.
 
يوغا وفنون تعبيريةوالجدير ذكره انّه حتى اليوم، قدم مركز سرطان الاطفال الدعم في علاج حوالى 5000 طفل. كما يقدم المركز أيضًا حوالى 45 جلسة  Wellness Program شهرياً، وهي تضمن دروس اليوغا والفنون التعبيرية والموسيقى والدراما وغيرها.
كما ينشر المركز التوعية العامة والتثقيف حول المرض ويهدف إلى تأمين الطرق المثلى لمكافحة السرطان على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
 ميقاتي في المركز
يذكر ان جال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كان زار بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، على مركز الامتحانات الرسمية الخاص بمرضى السرطان، والذي اقيم في “مركز سرطان الاطفال” في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت في شهر تموز الفائت.وقال: الزيارة اليوم تكتسب رمزية مضاعفة لأننا نستلهم من ابنائنا واخواننا الموجودين هنا نعمة الصبر على الابتلاء والمثابرة على تخطي الصعوبات والتحديات، وكلها عوامل مساعدة في الشفاء والنجاح”.
وشدد على “أننا صبرنا فترة طويلة على معالجة الملف التربوي، وكان الكثيرون يراهنون أن لا امتحانات رسمية، ولكننا ثابرنا على تأمين استمرارية التعليم، رغم الصعوبات الكبيرة، وعلى اجراء الامتحانات الرسمية رغم كل العقبات”، مشيرًا إلى “أننا نتمنى للبنان الشفاء العاجل من ازماته والنجاح للجميع”.