يشهدُ مخيم عين الحلوة في هذه الأثناء هدوءاً حذراً بعد إشتباكات عنيفة تجدّدت ليلاً على مختلف محاور القتال بين حركة “فتح” من جهة وجماعتي “جند الشام” و “الشباب المُسلم” من جهة أخرى.
الهدوءُ الذي سادَ المُخيّم لم يخلُ من خروقاتٍ متتالية إما من خلال إطلاق رشقاتٍ ناريّة أو قذائف صاروخية تردّدت أصداؤها داخل المُخيم الذي غابت الكهرباء عن أجزاءٍ كبيرةٍ منه خلال الليل. كذلك، أفادت مصادر ميدانية “لبنان24” بأنَّ رصاص القنصِ كان كثيفاً عند أكثر من محور، وهناك مخاوف من تجدُّد الإشتباكات خلال ساعات النهار اليوم.
ووسط التوتر القائم، جرى ليلاً التعميمُ على كافة قوات “الأمن الوطني الفلسطينيّ” بوجوب أخذ الحيطة والحذر من العبوات والإنتحاريين، الأنفاق والمخابئ السريّة تحت المنازل، الكمائن والهجمات المباغتة.
وإزاء ذلك، تقولُ مصادر فلسطينيّة لـ”لبنان24″ إنَّ كافة المحاور تشهدُ إستنفاراً لم يهدأ طيلة فترة الليل بين مختلف الجبهات المتقاتلة، مشيرةً إلى أنَّ عناصر “فتح” حافظت على إنتشارها الكثيف عند أكثر من نقطة عسكرية لاسيما عند الجبهات التي فُتِحت يوم أمس وتحديداً في منطقة الرأس الأحمر.
وكانت الإشتباكات التي تجدّدت خلال ساعات متأخرة من الليل بمثابة مؤشر على إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنتهُ هيئة العمل الفلسطيني المُشترك، مساء السبت، عقب إجتماعات لها في المُخيم.
ووفقاً للمعلومات، فإنّ آخر “إقتتال ليليّ” تركّز عند محوري الطوارئ والتعمير التحتاني، وتحدثت مصادر ميدانيّة عن إستخدام عناصر “جند الشام” و “الشباب المسلم” لقذائف صاروخية من نوع “هاون”.
وتزامنَ الإقتتال القائم مع قيام القوى الأمنية ليلاً، وبناء على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بإزالة خيم تمّ استحداثها لإيواء النازحين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة أمام الملعب البلدي في صيدا.
وأثارت هذه الخيَم جدلاً كبيراً بعدما اعتبرتها أوساطٌ عديدة بمثابة خلق تأسيسٍ للجوء جديد داخل لبنان يُضاف إلى مخيمات اللجوء الأخرى التي تتوزع بين الفلسطينيين واللبنانيين.
الإشتباكات التي يشهدها المخيم جاءت أيضاً عقب إنتشار شائعة ليل أمس السبت، تفيدُ بإستقالة القيادي في حركة “فتح” اللواء منير المقدح من مهامه، وهو أمرٌ نفاه الأخير عبر “لبنان24″، وقال: “أواصلُ مسؤولياتي المسنودة إليّ كالمُعتاد وأنفي ما يُقال جملة وتفصيلاً”.
وأضاف: “في مثل هذه الأوضاع نتمسك بمسؤولياتنا ولا إستقالة من الحركة التي نحافظ عليها ونسعى معها لحفظ أمن مُخيّم عين الحلوة”.
وكان القيادي في حركة “حماس” جهاد طه أكد لـ”لبنان24″ رفض قيادة الحركة تجدّد الإقتتال الذي شهده مُخيم عين الحلوة، مشدداً على ضرورة التمسُّك بقرار وقف إطلاق النار حماية لأمن المخيم وأهله.
واعتبر طه أنَّ “الإشتباكات المتكررة تُشكل ضرباً للمساعي اللبنانية والفلسطينية لإنهاء حالة التوتر بالمخيم”، وقال: “مساعينا لم تتوقف مع مختلف الجهاد لضبط الأمن في عين الحلوة والتواصل مفتوحٌ مع الجميع ونحنُ مع وحدة الصف الفلسطيني”.
وتابع: “نحنُ لا ننكر وجود عناصر غير منضبطة تسعى لإرساء حالة التوتر في عين الحلوة ونؤكد أنّ الأجندات التي تهدف إلى توتير الأجواء لا تخدم سوى العدو الإسرائيليّ”.
ورأى طه أنّ “البيان الأخير لقيادة الجيش بشأن أحداث المُخيّم، كان صارماً لناحية الدعوة لوقف إطلاق النار في عين الحلوة”، وأردف: “نطالب بأن تكون هناك جديّة ونؤكد على أهمية رفع الغطاء عن كلّ من يساهم بالمساس بأمن المخيمات”.
وختم قائلاً: “حماس لا تنفذ أجندات في لبنان وعلاقتها مع الأطراف الفلسطينية كافة قائمة على الشراكة الوطنية وهي تتحمل مسؤوليتها بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني”.