كتب ابراهيم حيدر في” النهار”: لم يعلن الفرنسيون موقفاً واضحاً من عودة اسم قائد الجيش الى الواجهة كمرشح تسوية، وان كان ذلك لا يعني أنهم يعترضون عليه، لكنه مؤشر إلى عدم تراجع الفرنسيين عن مقاربتهم الأولى. أما التطور الذي حدث بلقاء جوزف عون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فلا يبدو أنه سيفرض نفسه على جدول الحوار الفرنسي، حتى لو كان قائد الجيش يحظى بمباركة خارجية خصوصاً من الولايات المتحدة وقطر وحتى بمواصفات السعودية للرئاسة. لكن لقاء “حزب الله” بعون ليس رفعاً للفيتو عنه، انما له وفق سياسي لبناني متابع حسابات ضمن أجندة الحزب ترتبط بالحوار مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وأيضاً تجاه الأميركيين للقول أن الجيش لن يكون تحت العباءة الأميركية. ويرى السياسي اللبناني أن هذا اللقاء يستثمره “حزب الله” لرفع الاتهامات عنه بأنه غير منفتح على أسماء أخرى للرئاسة، والأهم لا يعني التخلي عن سليمان فرنجية، وهو ما أكده نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أخيراً عندما حدد الشروط التي يريدها وهي ليست متوافرة إلا عند فرنجية، “لأنه يمتلك أولا الانفتاح على الجميع وعدم تكريس الاصطفافات، وثانياً، له رؤية سياسية واضحة باستقلال لبنان وتحريره ومقاومته للعدو الاسرائيلي، واستعداده ثالثاً لإنجاز خطة اقتصادية انقاذية والانفتاح على الشرق والغرب. وهذه الشروط بالنسبة الى الحزب غير متوافرة في جوزف عون الذي لديه علاقة قوية بالأميركيين وبالتالي إشارة إلى أن أي طرح لاسم عون يجب أن ينطلق من مسار إقليمي يحدد العلاقة بين الأميركيين والإيرانيين في أي صفقة محتملة ليكرس “جوزف عون” تسوية تعايش بين الأميركيين والحزب، وهو أمر مستبعد أقله في الوقت الحالي.
Advertisement
سيبقى الوضع اللبناني في دائرة الفراغ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة التي تشكل مخاضاً صعباً في ظل الفراغ، فحتى لو حققت الحركة الديبلوماسية الدولية تقدماً، إلا أن التسوية تحتاج وقتاً لتتبلور أقله حتى نهاية السنة، وفي هذا الوقت تشارف ولاية جوزف عون على الانتهاء فيما الأولويات الأميركية لبنانياً أو الاهتمامات المباشرة لواشنطن على هذه الساحة تتصل بـ”حزب الله” وإيران، انطلاقاً من الحدود التي يسيطر عليها الحزب والمقرر بشأنها، فالحسم فيها يفتح مباشرة على الاستحقاقات الأخرى. وانطلاقاً من ذلك يُتوقع ألا يؤدي حوار لودريان إلى نتائج حاسمة في الاستحقاق الرئاسي، قبل أن يتثبت “حزب الله” من مكاسبه الداخلية وترسيخ هيمنته السياسية والرئاسية…