عين الحلوة… نكبة جديدة للفلسطينيين!

12 سبتمبر 2023
عين الحلوة… نكبة جديدة للفلسطينيين!


لا تزال النار مستعرّة في مخيّم “عين الحلوة” للّاجئين الفلسطينيين، والاشتباكات المسلّحة التي لم تتوقف رغم إعلان وقف إطلاق النار دفعت بعدد كبير من سكّانه للهروب خوفاً من الرصاص وأخرجت المخيّم عن السيطرة. وبعيداً عن سرد الوقائع التي نقلتها وسائل الإعلام والأسباب التي أدّت الى التدهور الأمني الحاصل جنوب لبنان، وكل التحليلات التي تحدّثت عن التوقيت المشبوه لتفجير الوضع في المخيّم وأكّدت بغالبيتها على أنها استهداف للاستقرار في لبنان، لا بدّ من التوقّف عند سؤال محدّد؛ لمصلحة مَن هذه الموجة من التوترات الأمنية وتلهّي الفلسطينيين عن قضيّتهم الاساس بالاقتتال في ما بينهم؟! مما لا شكّ فيه أن المواجهات المشتعلة مؤخراً في مخيّم “عين الحلوة” هي بمثابة نكبة جديدة أدّت الى تشظّي القضية الفلسطينية، فعوضاً عن أن يكون التركيز على إنهاء معاناة الفلسطينيين بوعي وحكمة، انشغلت الفصائل الفلسطينية بجولات من الاشتباكات من دون التفكّير بجدواها ومدى تأثير ويلاتها على السكّان الآمنين الذين وجدوا لهم مجتمعاً حاضناً بعد تهجيرهم من أرضهم واستباحتها من الاحتلال الاسرائيلي وحرمانهم من حقهم بالأمان؟! لمصلحة من هذه الانفعالات غير المدروسة وهذا الانقسام الحاصل؟ إن لم يكن خدمة للعدوّ الاسرائيلي ويدفع ثمنها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، فلمصلحة من إذن؟ وإن لم يكن ضرب الاستقرار في لبنان؟ الذي احتضن الفلسطينيين في عزّ نكبتهم ودافع عن أمنهم وعن حقّهم بأرضهم وحمل معهم قضيّتهم قناعةً والتزاماً ونضالاً، يثير نقمة اللبنانيين في ظلّ الأزمة الخانقة التي ترخي بظلالها على البلاد من دون بوادر انفراج، فماذا إذاً هُم يتوقعون؟ وإذا لم يكن هذا المدّ والجزر لا يحرم الفلسطينيين من المواقف الشعبية التضامنية في لبنان والوقفات المناصرة لحقوقهم فلا بأس لو يستمرون! الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الوحيد من الفتنة الحاصلة في مخيّم “عين الحلوة” والذي عجز في السابق عن تدميره حتى في فترة الاجتياح، فمن يحاول أن يدمّره اليوم وينسف مرحلة طويلة من النضال؟!

Advertisement

وأد الفتنة مطلب إنساني وأخلاقي قبل أي شيء، وتحكيم لغة العقل والحوار والابتعاد عن كل أشكال الفوضى المسلّحة وتأجيج الاشتباكات التي تفتك بصلب القضية الفلسطينية وتظهر الشعب المنكوب متمرّداً لا يستحقّ وطناً!