لا اتفاق سعودياً فرنسياً.. وهذا ما سمعه النواب السنّة!

17 سبتمبر 2023
لا اتفاق سعودياً فرنسياً.. وهذا ما سمعه النواب السنّة!


كتبت جويل بو يونس في “الديار”:
 
كل ما حصل بحسب ما تكشف مصادر موثوقة ولا سيما الاجتماع الذي انعقد في دارة السفير السعودي وليد البخاري بحضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي والذي جمع النواب السنة وسبقته خلوة ضمت دريان الى البخاري ولودريان، لم يكن الا بمثابة ترتيب “لائق” لحفظ ماء وجه فرنسا بعد فشل مبادرتها ومحاولة الايحاء بان الرياض وباريس ومعهما الخماسية كلها على اتفاق ووئام رئاسي لبناني.

هذا ما حصل بالفعل من حيث الشكل وعبر الاعلام لكن في الواقع وداخل الاجتماع، فالاجواء لم تكن كما تعمّد البعض تسريبها للخارج، فلودريان كان اكثر مستمعا منه متحدثا لدرجة انه اكتفى بقراءة بيان مكتوب مقتضب معدّ سلفاً، قرأه على مسمع النواب والبخاري والمفتي دريان، فيما تولى دريان نقل حقيقة وجهة النظر السعودية.
وتكشف معلومات “الديار” من أوساط مطلعة على جو اللقاء الذي انعقد في دارة البخاري، أن الحاضرين، وخلافاً لوجهة النظر الفرنسية الداعية للحوار، لم يسمعوا رغبة سعودية بحث النواب على الحوار لا بل أكثر من ذلك، وتقول الأوساط إن ما سمعه الحاضرون من البخاري في الاجتماع الشهير كان بمثابة تلميح سعودي ضد الحوار، تولى ترجمته اكثر المفتي دريان، فما تحدث عنه مواربة السفير البخاري تظهّر واضحاً بكلام دريان الذي قال بما معناه: “طالما هناك دستور ما نفع الحوار؟ فليطبّق الدستور!”.
يلخصُ مصدر مطلع على ما حصل من اجتماعات مع الموفدين الخارجيين، المشهد داخل الخماسية بالتالي: ما يحصل ان الخماسية تحاول الاظهار بانها على موقف واحد من الملف اللبناني وهي اعطت فرصة لفرنسا علّ مبادرتها تنجح الا ان باريس اصطدمت برفض المعارضة سواء للمرشح المدعوم من حزب الله او بمبدأ الحوار قبل جلسات متتالية لانتخاب الرئيس من جهة ولاحقاً اصطدمت باريس مع الممانعة المتمسكة حتى الساعة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهذا ما ابلغه اصلا الحاج محمد رعد للودريان حتى في اجتماعهما الاخير.
 
ويتابع المصدر بأنَّ فشل باريس بمبادرتها دفع بالخماسية لنقل الملف اللبناني من يد فرنسا الى قطر على قاعدة البحث والاتفاق على شخص رئيس توافقي يرضي جميع الاطراف وبالتالي الانتقال الى المرحلة الثالثة خارج اطار فرنجية او ازعور، تبدأ بجوزيف عون ولا تنتهي عند أسماء اخرى ولاسيما أنَّ التعويل هو على دور قطري مع ايران يفتح باب النقاش الرئاسي الجدي، مع حفظ ماء وجه فرنسا.
 
لكن وعلى الرغم من كل الحراك الخارجي وحركة الموفدين ذهابا وايابا على خط بيروت، والعاملة لدعم ترشيح اسم آخر غير فرنجية وازعور وفي مقدمهم العماد عون، تجزم اوساط متابعة بأن حزب الله كما الرئيس بري لا يزالان يتمسكان برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكل ما يُقال عكس هو من نسج خيالات البعض، كما تقول الاوساط.
وعليه وبانتظار جلاء الصورة الخارجية قبل الداخلية وعلى رأسها نتائج زيارة وفد الحوثيين إلى الرياض والتي تعتبر الاولى كزيارة رسمية منذ بدء الحرب في اليمن ومعها الحراك القطري ومدى تأثيره على الموقف الايراني الضروري في اي تسوية مقبلة تكون الولايات المتحدة وايران ابرز عرّابيها، عندها فقط تتضح هوية الرئيس المقبل، علماً أنّ كل الأجواء تشير الى أنه لا رئيس قريباً للبنان ولا أسماء خارج إطار فرنجية أو عون مهما طال “وقت الانتظار”!