مبادرة قطرية جديدة ولا سقوط لأي خيار

17 سبتمبر 2023
مبادرة قطرية جديدة ولا سقوط لأي خيار

إختفت معالم الحركة السياسية تماماً غداة انتهاء زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت في وقت بدأ تسليط الأضواء على ما تردد عن زيارة يعتزم القيام بها موفد قطري لبيروت في مطلع الأسبوع.
 

وكتبت” النهار”: ما بدا لافتاً بدلالاته التي عزيت إلى صدمة “الثنائي الشيعي” بأن لودريان كرر في لقاءاته الدعوة الى الذهاب إلى “الخيار الثالث ” بما يثبت إنهاء مرحلة الدعم الفرنسي لترشيح سليمان فرنجية، أن نواب “حزب الله” وحركة “أمل” شكلوا غداة زيارة لودريان “جوقة” لترداد التمسك بالحوار وتحميل رافضيه مسؤولية تعطيل الاستحقاق.
وكتبت الديار”: الموفد القطري الذي يصل خلال الأيام القادمة إلى بيروت سيلتقي جميع القوى السياسية والنواب، وحسب المتابعين للحراك القطري، سيوجه الدعوة إلى طاولة موسعة للحوار في الدوحة بمشاركة رؤوساء الكتل النيابية والنواب المستقلين والتغيريين دون استثناء لاحد في حضور مندوبين عن الخماسية، واشنطن وفرنسا ومصر والرياض بالإضافة إلى قطر الدولة المضيفة، وفي معلومات مؤكدة ان المكلف في الملف  الرئاسي في السعودية نزار العلولا سيزور لبنان للقاء القيادات السياسية وإجراء مروحة واسعة من الاتصالات، والبخاري ابلغ الامر الى بعض النواب.
وفي ظل هذه الانقسامات، الامور على حالها وكل الخيارات ما زالت قائمة، ولم يسقط اي خيار بعد، لا فرنجية ولا قائد الجيش ولا جهاد ازعور، رغم انتشار «غرف التسريبات» في بيروت لهذا الاسم او ذاك، «كل حسب هواه»، ولودريان الذي سيعود الى بيروت اواخر الشهر للتشاور ما زال يدور في حلقة مفرغة  وهذا ما جعله يضع  الجميع امام مسؤولياتهم قائلا بوضوح «الحوار او الخطر الوجودي» بمعنى «الحوار او الفوضى» وحسب المعلومات، فان الموفد الفرنسي سيسلم اعضاء الخماسية تقريرا عن اجتماعاته في بيروت الثلاثاء القادم مدعوما من وزيرة خارجية فرنسا التي ستقوم باتصالات واسعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة مع وزراء خارجية الدول المشاركة بالخماسية لحشد اكبر تاييد للمبادرة الفرنسية، وبات واضحا، ان حزب الله وأمل والاشتراكي والعديد من النواب السنة والمستقلين مؤيدون بالمطلق لدعوة الموفد الفرنسي للحوار دون شروط مسبقة، فيما العديد من النواب السنة حتى الذين حضروا إلى منزل البخاري في اليرزة ما زالوا على مواقفهم من رفض الحوار بالتوافق مع  الكتائب والقوات مؤكدين المشاركة في الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس فقط.
وفي المعلومات ايضا، ان النواب السنة الذين التقوا في منزل البخاري كانوا مقسومين جدا، ولم يتدخل السفير السعودي  لتوحيد الرؤى والمواقف، وكان هدفه توجيه رسالة الى دول الخماسية وتحديدا طهران  وواشنطن وباريس بان  قرار الطائفة السنية تحت العباءة السعودية من أقصى اليمين إلى اليسار ولذلك اتصل البخاري شخصيا باسامة  سعد ودعاه الى الاجتماع لكنه اعتذر،  وكذلك بنواب 8 اذار والنائب العلوي مستثنيا فقط النائبين في كتلة الوفاء للمقاومة، وهذا ما يؤكد ان اجتماع اليرزة لم يتطرق الى الاسماء والخيار الثالث او اسقاط اي اسم.مواقفوفي المواقف قال عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن إن “اللبنانيين ينتظرون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان، بل هي في مصلحة المطالب الأميركية من لبنان”. بدوره، أشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى أن “اليوم الطريق الوحيد الإيجابي والمفتوح أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو طريق الحوار وهذا ‏الطريق هو طريق حوار ليس مرتبطاً للوصول إلى نتيجة، وإن كان الأفضل أن يصل إلى نتيجة، فقط أن نجلس معاً لنتحاور لأننا سنعيش في البلد معاً، ألا يمكن أن نتحدث مع بعضنا؟ وهذا يفتح الطريق أمام انتخاب الرئيس. اليوم كل من يرفض الحوار مسؤول عن الخلل والتدهور وتأخير ‏انتخابات رئيس الجمهورية. قد يكون الحوار لمجرد أن نتحاور وقد لا نصل إلى تفاهم، أما ‏بالعناد والتحدي والتعطيل لن يكون لبنان لكم ونحن لا نريد لبنان لنا وحدنا بل لكل أبنائه، ومن دون خطة إنقاذ لا يمكن إعادة حقوق المودعين وإنقاذ المدارس الرسمية والجامعة ومعالجة ‏الصحة والاستشفاء وتوفير العدل وتحقيق التنمية والاقتصاد وتحرير الأرض، وهذا يحتاج إلى رئيس لا إطالة أمد الفراغ بالأنانية يمكن أن يحقق الأهداف، ولا محاولة الاستحواذ على السلطة ‏يمكن أن تؤدي إلى انتخاب رئيس”. أضاف “الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن يتمكن المتوترون ‏وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه، يبدو أن الأمور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة. أتمنى أن يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لإنجاز هذا الاستحقاق”.