في الوقت الذي يخوض فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشكل شخصي، حواراً جدياً مع “حزب الله” يتناول فيه كافة القضايا الأساسية ومن بينها أسلوب الحكم في المرحلة المقبلة، ويفاوض بشكل علني على دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في مقابل سير الحزب بسلة المطالب التي رفعها الرجل، مستعيدا بذلك المرحلة الذهبية لتفاهم مار مخايل، قرر رئيس تيار تعيين ناجي حايك نائباً له.
بعد سنوات من التنصل الكامل والرسمي من حايك، بسبب مواقفه التي تمس بـ”حزب الله” والتي لم تكن تشبه مواقف “التيار” بل أقرب الى مواقف “قوى الرابع عشر من آذار”، بات أبن جبيل نائباً لرئيس الحزب مدعوما بخطاب إعترف فيه باسيل بأن حايك هو الصادق بالرغم من مواقفه التي كانت صادمة، متبنياً بذلك كامل خطابه الموجّه بشكل أساسي ضد حارة حريك.قد تكون خطوة باسيل مفهومة لو أنها جاءت قبل أسابيع، أي في لحظة الإشتباك السياسي والإعلامي الكبير بين “التيار” والحزب، لكن اعلانها اليوم، وبالطريقة التي خرجت فيها، طرحت أسئلة كثيرة عن الهدف منها، خصوصاً أن قيادات “التيار” توحي لمن يسألها، أن مسار العلاقة مع الحزب سيعود الى عهده السابق خلال فترة قصيرة، وان كل النقاط الخلافية سيتم حلها.حتى عندما كان الخلاف في عزه، لم يصل الى حدود إنسحاب “التيار” من تأييده لسلاح الحزب أو لسياسته الإستراتيجية، في حين أن حايك كان يتموضع على يمين “قوى الرابع عشر من آذار” في رفضه لكل دور الحزب العسكري وسلاحه الذي يتغنى به باسيل كشريك بإنتصار تموز أو في ترسيم الحدود وحتى في تحرير الجرود خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.عملياً، تؤكد مصادر قريبة من “التيار” ان باسيل يريد توجيه رسالة واضحة للحزب بأنه بات أكثر جهوزية للانفصال الكامل عنه في حال لم تسر الامور كما يريدها، او في حال قرر الحزب عدم مراعاة خطط باسيل السياسية والسلطوية، لهذا فقد حاول إيصال رسالة عبر تعيين حايك، وأخرى عبر تعيين ربيع عواد الشيعي الجبيلي نائبا للرئيس أيضا، للقول أنه لن يترك مقعداً في جبيل للحزب في الإنتخابات النيابية المقبلة.كما ان باسيل الذي لن ينهي علاقته بالحزب او يعكر صفوها حاليا، يريد ملاقاة الجمهور العوني الذي بات يرفض أي تقارب مع حارة حريك، اذ ان خطوة تعيين حايك ستكون جائزة ترضية لهذا الجمهور في حال عادت المياه الى مجاريها، وقرر باسيل وكتلته النيابية التصويت لصالح رئيس “تيار المردة” أو تأمين النصاب الدستوري لجلسة انتخابه، فهل تكون فعلا خطوة باسيل الحزبية مجرد رسالة شعبوية لا أكثر؟