وصول جوزف عون رهن تسوية وواشنطن تزكّي

19 سبتمبر 2023
وصول جوزف عون رهن تسوية وواشنطن تزكّي


كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: في مناسبة اجتماعية كان لافتاً ارتفاع مستوى دفاع السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن قائد الجيش العماد جوزاف عون. الموضوع ليس جديداً ولا تهمة، بل يؤشر إلى أنه المرشح الذي تزكّي واشنطن انتخابه، من دون أن يعني أنّها تسلّم بأي مرشح يصل، لأنّه حكماً لن يكون خارج نادي مؤيّديها. أكثر من أي وقت، يتقدم اسم جوزاف عون في التداول، ليس من جهة موفدي الولايات المتحدة وسفيرتها في لبنان فحسب، بل هو حاضر في نقاشات اللجنة الخماسية. وحدها فرنسا تعتبر أنّ حظوظه يقررها «حزب الله» وأنّ انتخابه لن يتأمن من خارج الاتفاق معه. وثمة معلومات تشير إلى أنّ واشنطن تضغط على حلفائها لانتخاب جوزاف عون ما دفع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل للقول لهم في خطابه الأخير «اذا بدكم ترضخوا للغرب على القليلة خدوا منو بالمقابل عودة النازحين ورفع الحصار عن لبنان».

Advertisement

وسواء وافقت «الخماسية» وزكّت انتخابه، أو لم تفعل، فإنّ شرط انتخاب جوزاف عون يكمن في تسوية اقليمية شروطها لا تزال معقّدة للغاية ولم تنضج بعد، ولذا فإنّ «حزب الله» لا يزال يؤكد لمراجعيه أنّ خياره الأول والثاني والثالث هو فرنجية، وقد أكد له هذا الأمر وأبلغه أنّ حظوظ انتخابه لا تزال متوافرة، ويعوّل في هذا الشأن على حواره مع «التيار الوطني الحر»، وعينه ضمناً على المفاوضات الإيرانية – السعودية وتطوراتها، التي كان آخرها وصول الحوثيين إلى السعودية للبحث في الحل في اليمن. حتى قائد الجيش نفسه يعتبر أنّ حظوظه الرئاسية تفرضها تسوية يشكل «حزب الله» جزءاً منها.واذا كان الحوار يشكّل معبراً للرئاسة حسب انطباع الفرنسيين، فإنّ هذا الحوار سيكون سبباً للخلاف على رئاسته، حيث يشترط الموارنة حواراً بين متساوين من دون رئيس ومرؤوس. ويريده رئيس مجلس النواب نبيه بري برئاسته ويدعو إليه أوائل تشرين ومن بعدها جلسات انتخاب متتالية. فمن يضمن نضوج حوار في غضون أيام والخروج منه باتفاق؟
بينما نتلهى في الأسماء تُصنع السياسات بين الدول وتُنسج الإتفاقات ونبقى نحن على الهامش نتلهى بالحظوظ وبتقدم اسم على آخر، وعيننا على خارج لم يدرجنا في جدول أولوياته بعد… والتداول باسم قائد الجيش حمّال أوجه. قد يكون ترشيحه قائماً بلا شك، لكن تداوله بالشكل الحاصل يعرّض اسمه لـ»الحرق» لصالح خيار ثالث من خارج كل الأسماء المتداولة.