كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: منذ مدة بدأت الدوحة الحراك للدفع في اتجاه دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، طرحته في أثناء اجتماعات اللجنة الخماسية، فكان جواب الفرنسيين أنّ انتخابه غير ممكن ما دام لا يحظى بتأييد «حزب الله».يختلف طرح قطر عن طرح الفرنسيين، لكنّه يحظى بتأييد ممثلي الولايات المتحدة ومصر والسعودية التي كانت السبّاقة الى تأييد قائد الجيش.
أكثر من موعد ضرب لوصول الموفد القطري إلى لبنان، ليعلن أنّ زيارته أرجئت من دون توضيح الأسباب الموجبة للزيارة أو لتأجيلها. لبنان المتعطش لأي دور من أي جهة كانت، يستبشر بدور قطر، وإن كانت معالمه غير واضحة تماماً. يبدو مستغرباً تعامل قطر مع الملف الرئاسي كأنّه ملف أمني وليس سياسياً! يُعلن عن وصول موفدها في غضون يومين أو ثلاثة ليتبيّن أن لا زيارة، ثم يجري الحديث عن موفد أمني موجود في لبنان. لكأنها عملية مخابراتية عالية المستوى وليست تعاملاً مع ملف سياسي يقاربه سياسيون من كلا البلدين. هذا الطابع الأمني لملف سياسي يثير الكثير من الريبة، ويدعو الى التساؤل عن دور الديبلوماسية القطرية وموقعها في الحراك الديبلوماسي الذي ينشط بين الحين والآخر، أم أنّ المقصود جعل ملف الرئاسة ملفاً أمنياً.
مستفيدة من نجاح تجربة مؤتمر الدوحة، تسعى قطر للعب دور في الرئاسة، لكنها في المعادلة ليست تلك الدولة التي تستعد دول «الخماسية» لتسليفها، حيث يغلب حضور المملكة والأميركيين على حضور بقية أعضاء «الخماسية»، وإن كان هناك من ينصح بالاهتمام بدور قطر في المستقبل. لكن التماثل بفترة انعقاد مؤتمر الدوحة ليس مصيباً لاختلاف الظروف والمعطيات والتحالفات بين الدول ودخول عناصر جديدة على المشهد اللبناني تجعل الأوضاع أكثر تعقيداً.