أشار رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع الى أن “النضال العسكري إبان الحرب كان أسهل من النضال السياسي، رغم صعوبتها وسوئها ومآسيها ولو أنني ضد المرحلة العسكرية إلا إذا اقتضت الضرورة”.وخلال مؤتمر صحافي نظمته الجامعة الشعبية ومنطقة المتن الشمالي، برعايته، في منطقة الربوة، قال جعجع: “في النضال العسكري تكون الأمور جلية، كذلك موقع العدو يبدو واضحا ومشروعه ونواياه معلنة، والعكس صحيح بالنسبة لنا، وتحدث الحرب على هذا الأساس، أما في ما خص النضال السياسي فالمشكلة تكمن في الكذب والرياء والغش وهم أسياد الموقف، أي خصمك أو صديقك أو من يقف بالوسط يعلن شيئا ويفعل شيئا آخر، وبالتالي النضال السياسي اصعب بكثير من النضال العسكري ولكن سنة الحياة تكون بالنضال السياسي لا العسكري”.
وعن تاريخ المقاومة اللبنانية وعلاقته بالرئيس الشهيد بشير الجميل، قال “المقاومة اللبنانية” ليست مؤامرة أو تخطيطا مسبقا كما يعتقد البعض، بل جل ما كان في الأمر أن مناطق لبنانية وجدت نفسها تحت النار مباشرة، فهب كل أولادها للدفاع عنها، وحقيقة هكذا كانت بداية القوات اللبنانية. عندما “هبينا” للدفاع عن ضيعنا ومناطقنا وجدنا أن هذه المقاومة في كل المناطق اللبنانية لديها قائد اسمه بشير الجميل، ولنفترض أنها لم تكن بقيادته فلم تكن بمقاومة، لان هذه الأخيرة تحتاج إلى قائد، وبدونه تفقد مقومات الاستمرار وتحقيق الأهداف المنشودة، وبشير الجميل يعني لي شخصيا كونه قائد هذه المقاومة العامة التي حافظت على لبنان، ولولا بشير الجميل وهذه المقاومة، لكنا في كوكب آخر أو ربما في وطن بديل أو لبنان آخر عن اليوم”.وعن إمكانية إكمال نهج الجميل عبر إطار سياسي آخر خارج القوات، جزم جعجع ان “القوات هي نهج بشير الجميل”، مضيفاً: “في قداس شهداء المقاومة اللبنانية ظهرت الصورة العامة أن القوات اللبنانية عام 2023 تمثل مصغرا ومجسما للقوات سابقا، لأننا لم نعد بنضال عسكري بل سياسي، فإنها القوات بالشكل والجوهر نفسه، والمشروع السياسي نفسه، وطريقة التعاطي السياسية نفسها، إضافة الى الصلابة والوضوح والاستقامة والتنظيم، والقوة الشعبية نفسها، والقوات اليوم هي نتيجة عمل بشير”.وعن سبب “تمايز الجميل تاريخيا”، قال: “بكل بساطة، تعرفت على سياسيين آخرين، وربما البعض منهم كان يؤمن بسياسة بشير ولكن القصة ليست حصرا هنا، فبشير الجميل كان رجل قرار ومقدام مهما كان الثمن، بينما السياسيون الآخرون الذين يشبهونه بالنهج تقف القصة عندهم بالثمن، فلا يدفعون ثمن خطة سياسية، لا بل لا يقدمون عليها أساسا. لم يتمتع أحد آنذاك بالشجاعة والإقدام واتخاذ القرارات، فيما بشير اتخذ قرارات كثيرة وصعبة حددت مصير ونجاحات المقاومة اللبنانية. تذكرت بشير الجميل كثيرا في بداية أحداث الثورة السورية، فالكل شهد الزخم الهائل التي بدأت به تلك الثورة التي تشرذمت مع الوقت، حتى انتهينا من دون ثورة سورية واستطاع بشار الأسد الاستمرارية، ليس فقط بمساندة إيران وروسيا إنما بتشرذم المقاومة السورية وتحولها من انتفاضة بوجه الأسد الى أهداف أخرى مختلفة”.واستطرد: “لو كان في الثورة السورية شخصية قيادية كبشير الجميل لما حصل ما حصل في سوريا، ولو ترك بشير الشرذمة والسعدنات في الداخل اللبناني لكانت انتهت المقاومة اللبنانية كما انتهت المقاومة السورية بين الـ2011 والـ2015 رغم زخمها في البداية”.وعزا رئيس القوات “قوة بشير” إلى “انه رجل قرار وصلب وشجاع ويقدم على خطوات مهما كانت خطورتها على شخصه”.وعن أبرز لقاء جمعه ببشير الجميل، أجاب: “لا أريد العودة الى أيام الحرب والمعارك العسكرية، لكن ما يلفتني بلقائنا مع بشير انه كان يحدد سريعا المواعيد في اليوم ذاته، حتى ولو طلبت الموعد في وقت متأخر كان يعطي موعدا في المساء المتأخر ولا يرجئه الى صباح اليوم التالي، وكانت اللقاءات معه في المجلس الحربي واضحة وقصيرة وعملية وتخرج بنتيجة عملية”.أضاف: “الأمر الأساسي الذي استطاع بشير بلورته هي طريقة تصرف معينة بالحكم، انعكست إيجابيا بشكل كبير عندما فاز في الانتخابات الرئاسية، فبالتوازي بدأ الانتظام المؤسساتي في عمل الدولة، وهنا كانت قوة بشير بالترجمة على الأرض، وهذا ما ينقص لبنان اليوم”.وفي الختام، وجّه جعجع رسالة “الى الشهيد بشير”: “أتصوّر أنّك فخور بنا، مثلما كانت القوات اللبنانية رأس حربة بين سنوات الـ75 والـ82 بوجه كل ما حدث، اجتهدنا وتعبنا واستشهدنا، سجنا اضطهدنا واستمررنا وها نحن اليوم الحزب الأكبر في لبنان، ولك الفخر لأنه حزبك، وبتنا رأس حربة فعلية في وجه المخاطر التي يتعرض لها لبنان، صحيح “تعبت شيخ بشير بس لقيت”، صحيح انك استشهدت لكنك لم تمت، لا تزال حيا ومستمرا من خلال استمرارنا، وأعدك أن نصل الى ما كنت تحلم به مهما كلف الأمر”.