لبنان الأخضر في خطر.. والوعي مطلوب

24 سبتمبر 2023
لبنان الأخضر في خطر.. والوعي مطلوب


يوماً بعد يوم ترتفع نسبة مخاطر اندلاع الحرائق في لبنان، لا سيما مع اقتراب موسمها في هذا الوقت من السنة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتي تترافق مع سرعة في الهواء، حيث وصل مجموع خسائر المساحات الخضراء في الأعوام الـ15 الأخيرة إلى 360 مليون متر مربع أي ما يشكل 9.8% من المساحة الخضراء في لبنان.

وبحسب المنصة الوطنية للإنذار المبكر في “المجلس الوطني للبحوث العلمية”، فإن 17 بلدة معرضة للخطر الشديد جراء ارتفاع احتمال اندلاع الحرائق، فيما 126 بلدة معرضة للخطر المرتفع جداً، و814 عند مستوى الخطر المرتفع، و455 تحت الخطر المتوسط.هذه القرى والبلدات الموزعة على المحافظات كافة، تعيد الى الأذهان مشهد النيران التي اندلعت في العامين 2019 و2021 والتي اكلت “الأخضر واليابس” يومها، وحوّلت لبنان الى كتلة من اللهب كان من الصعب على رجال الاطفاء اخمادها.لكن، ما سبب الحرائق؟عالميًا، تسببت الحرارة المرتفعة والتي تخطت معدلاتها الموسمية باندلاع حرائق في العديد من الدول ككندا ودول أوروبية، حيث عجز عناصر الاطفاء أمامها ولم يتمكنوا من اخمادها بالسرعة المطلوبة. لبنان لم يسلم بدوره من هذا التغير المناخي، إلا أن السبب الأول والأخير لاندلاع الحرائق بحسب ما يؤكد الخبراء ، هو الانسان وليس الطبيعة أو العوامل المناخية، لأن من يعمد الى حرق النفايات الزراعية ورمي المواد البلاستيكية، والألعاب النارية وغيرها من دون وعي ومن دون اي ادراك لمخاطر ما يقوم به، يعرض البيئة للخطر، وإن كان “تطرف الطقس” عبر ارتفاع درجات الحرارة لأيام فوق معدلاتها الطبيعية، يؤثر كثيرًا على التربة، ويضعف القدرة على التعامل مع الحرائق التي تتميز بسرعة تمددها، هو السبب الثاني الذي يؤدي الى تصاعد الحرائق في المرحلة المقبلة.ومن هنا تدعو مصادر بيئية عبر “لبنان 24″ الى تجنب كل ما من شأنه التسبب باندلاع الحرائق أو تمددها من خلال منع المفرقعات قرب المساحات الخضراء ومنع حرق الأعشاب اليابسة من المزارعين ومنع إشعال النار من المتنزهين. وزارة البيئة على الخطوكان لافتاً، التحرك السريع الذي قامت به وزارة التربية ممثلة بالوزير ناصر ياسين، للتوعية من خطر الحرائق، من خلال الندوات والحملات التلفزيونية التي تقوم بها، مذكرة بـ”الحاجة الملحة لزيادة الجهوزية والاستعداد والتنبّه من اندلاع الحرائق، مع الطلب من كافة السلطات المحلية ولجان المحميات الطبيعية ومراكز الاحراج أن تتخذ إجراءات قصوى للحد من خطر الحرائق، ومنع استعمال أي مصدر للنار في الأراضي الزراعية والحرجية والعشبية، ويتضمن ذلك عدم استعمال الألعاب النارية واتخاذ إجراءات صارمة لمنع استعمال أي مصدر للنار”.الدفاع المدني مستعد ولكن!أمام هذه الجهوزية، تبقى الأنظار شاخصة الى الدفاع المدني وعناصره، والذين سيكونون في الخطوط الأولى والامامية في مواجهة النيران، وفي هذا الاطار، يشير رئيس مركز جبيل في الدفاع المدني مخول بو يونس ، إلى أن عناصر الدفاع المدني على اتم الاستعداد لمواجهة موسم الحرائق في لبنان، وقد تم تدريب العناصر والمتطوعين على مواجهة اي حريق محتمل في المدرسة التي أنشأها المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار في المديرية العامة، لافتاً الى انه وعلى الرغم من كل ذلك ، الا ان العديد من المشاكل قد تواجه العناصر ولعل ابرزها الآليات القديمة الموجودة لدى الجهاز وعدم القدرة على صيانتها بشكل دوري لعدم وجود الأموال المطلوبة للصيانة.بو يونس وفي حديث عبر “لبنان 24” اعتبر أنه، وبالإضافة الى الأمور اللوجستية، هناك العديد من الصعوبات التي تعترض عناصر الدفاع المدني في مهمة اطفاء الحرائق، ولعل ابرزها الطرقات الوعرة في الأحراج والتي تكون غير صالحة لسير آليات الدفاع المدني الكبيرة عليها، داعياً الى شراء السيارات الصغيرة، الرباعية الدفع، المخصصة لاطفاء الحرائق، والتي تستعمل في معظم دول العالم لاخماد الحرائق في الغابات الوعرة.واذ تمنى العمل على حلّ ازمة الطرقات داخل الأحراج، دعا البلديات وحراس الأحراج الى انشاء “مآخذ للمياه”، تساعد عناصر الدفاع المدني على الوصول بشكل أسرع الى المياه، اضافة الى صيانة الاليات وزياد العتاد اللازمة للعناصر، لا سيما لناحية المرشات التي يحملها العناصر لاخماد النيران والاجهزة اللاسلكية التي تساعد على التواصل بين العناصر.إذاً يبقى الوعي أفضل طريقة لتجنب خطر اندلاع الحرائق في لبنان، وسرعة التحرك السبيل الوحيد لمنع تحول “لبنان الأخضر” الى لبنان الأسود.