لم يطرأ في المشهد السياسي أي تطور خارج الترقب والانتظار لبلورة نتائج التحرك الواسع الذي قام به الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الذي شارف على انهاء جولته التي شملت تقريبا جميع القيادات والقوى السياسية والحزبية من كل الاتجاهات.
وكتبت” النهار”: ليس أسوأ من تهاوي المشهد السياسي المتصل بالازمة الرئاسية وتداعياتها سوى معالم تهاوي الوساطات الخارجية تباعا، الواحدة تلو الأخرى، على غرار الانطباعات التي تسود الأوساط السياسية والديبلوماسية منذ أيام حيال ما بدأ يواجهه التحرك القطري بعد تهاوي الوساطة الفرنسية بما يوحي بخلاصات “مستعجلة” تحذر من التحاق الوساطة الثانية بمصير الأولى على رغم فوارق بينهما قد تكون لمصلحة إطالة الفرصة المفتوحة امام التحرك القطري اقله الى حين اتضاح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في التنسيق المفترض بين دول المجموعة الخماسية واي اتجاه ستسلكه تاليا “المهمة المعلقة” للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بعد الاجتماع الأخير الملتبس للمجموعة الخماسية في نيويورك.
وإذ صار شبه مؤكد ان التحرك القطري يتركز حول الدفع نحو مرشح رئاسي توافقي ولو ان نوابا مطلعين نفوا بشدة تخلي الدوحة عن دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون، فان معلومات اشارت الى ان الموفد القطري عرض على قيادة ” حزب الله” العمل على تزكية مرشح شرط ان يكون “غير مستفز” لكل من الرياض وواشنطن. ولم يتلق الموفد القطري اي رد من الحزب على هذا الطرح سوى تكرار تأكيده التمسك بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية . كما ان الموفد القطري كان سمع الكلام نفسه من رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولكن تفيد المعلومات ان للدوحة رأيا اخر سمعه الثنائي الشيعي من موفدها وهو ان رئيس “تيار المردة” يواجه معارضة شديدة في الداخل والخارج وان مرد هذا الكلام يرجع الى خريطة توزع القوى في مجلس النواب وان ليس لديها مشكلة مع الرجل ولكن في حال انتخابه سيكون رئيسا لـ “تسيير ازمة” وسيستمر لبنان بهذه الحالة في المراوحة في ازماته المفتوحة. اما بالنسبة لبري فافادت المعلومات انه استمع الى اقتراحات الموفد القطري ولم يعط رأيه فيها لكنه لا يعترض على مساعدة الخارج ولا يرفضها بعد التطورات السلبية التي تواجه دعوته الى الحوار.
وكتبت” نداء الوطن”: بحسب معلومات ديبلوماسية قريبة من «الخماسية»، فإنّ التحرك القطري ما زال في مرحلة استطلاع المواقف، ويحمل لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة الأولى، على رأسها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. لكن الموفد القطري، يحجم عن طرح الأسماء. وتشير المعلومات الى أنه إذا لم يتخلَ الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فمعنى ذلك «أنّ الحل الجدي لم يبدأ بعد البحث في احتمالات أخرى». وتؤكد أن التوصيف الفعلي للمبادرة القطرية هو أنّ الدوحة هي في موقع صلة وصل بين اللجنة الخماسية وايران. وقالت:» يبدو ان الدوحة تنتظر شيئاً ما من طهران».ما هي الخلاصة مما سبق؟ أجابت المصادر الديبلوماسية بالآتي:هناك ثلاثة تحديات أمام القطري، هي:التحدي الأول – أن تصبح ايران جزءاً غير معلن من «الخماسية».الثاني – أن ينتزع القطري من «الثنائي» تخلّيه عن مرشحه فرنجية. الثالث – أن يصل القطري الى مرحلة طرح الاسم الذي سيرسو عليه السباق الرئاسي.وبحسب قناة «المنار» فإن الموفد القطري «مدّد» إقامته في لبنان من أجل إجراء جولة جديدة من المشاورات.وكتبت” اللواء”: جددت اتصالات الموفد القطري جاسم فهد آل ثاني (أبو فهد) الرهانات على إمكانية الاقتراب من آلية جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة التشاور مع الكتل ورؤساء الأحزاب ومعاونيهم، على ان يبلور «خلاصة عملية» وفقاً لمصدر مطلع، يضعها بتصرف وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، الذي يعتزم زيارة لبنان، لإحداث «خرق ما» الشهر المقبل.ولم يُعرف ما اذا كان ثمة صلة بين زيارة الوزير القطري، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي انقطعت الاخبار حول مهمته، وموعد مجيئه الى بيروت.وفي المعلومات حول مهمة الموفد القطري، فإن جاسم آل ثاني (أبو فهد) قرَّر اعطاء فرصة اضافية لاتصالاته.وحسب المعلومات إياها، فالموفد القطري، يثير مع رؤساء الكتل والأحزاب الذين يلتقيهم، الملاحظات على الاسماء المقترحة للرئاسة.وحسب خطة الوسيط القطري، فإن ما تتفق حوله غالبية الآراء، يمكن اعتماده، لدى «الخماسية الدولية»، تمهيداً للاتفاق على جلسة لانتخابه.وكشف متابعون للحراك القطري لـ«اللواء» انه باقٍ في لبنان فترة طويلة حتى وصول الموفد الرسمي وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي والموفد الفرنسي جان إيف لودريان في شهر تشرين اول المقبل، ولذلك سيلتقي في فترة الانتظار مزيدا من القوى السياسية، لكن لم يحدد بعد موعد لقائه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الموجود خارج لبنان، وربما يلتقيه الاسبوع المقبل بعد عودته نهاية هذا الاسبوع، ما لم يلتقِ قبل ذلك وليد جنبلاط.واشارت المصادر المتابعة الى ان اسماء المرشحين التي يتم تسريبها ليس بالضرورة ان تكون دقيقة، وربما كانت بهدف جس النبض او تمرير الوقت لحين إنضاج ظروف التوافق على اسم مرشح او اثنين لخوص الاستحقاق الرئاسي.وكتبت” الديار”: مصادر متابعة للحراك الفرنسي اكدت لـ «الديار» ان «دور لودريان لم ينته بعد، رغم الخلافات القوية بين اعضاء «اللجنة الخماسية»، وسيستمر في مساعيه بتوجيه من الرئيس ايمانويل ماكرون».واشارت المصادر الى «ان دخول قطر على الخط، لا يُلغي الدور الفرنسي الهام في العملية الرئاسية»، واكدت المصادر «انه لا يجب ابدا تخطي الدور التاريخي لفرنسا في لبنان».وتقول مصادر مطلعة على المسعى القطري لـ «الديار»: «الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني حمل الى جانب اسم قائد الجيش اسمي النائب نعمة افرام والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وهو يحاول ان يدقق في امكان ان يكون هناك تقاطع بين مختلف القوى اللبنانية على احد هذه الاسماء ليدفع بها قدما».ويبدو بحسب المصادر ان «الثنائي الشيعي» متجاوب تماما مع المسعى القطري، وهو ما يطرح علامات استفهام حول ما اذا كان قد اصبح مستعدا للسير بمرشح غير مرشحه الرسمي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، رغم ان مسؤولي الحزب يكررون يوميا تمسكهم بمرشحهم.