لبنان بلغ أعلى مستوى في مرحلة الشيخوخة

28 سبتمبر 2023
لبنان بلغ أعلى مستوى في مرحلة الشيخوخة


قال رئيس مركز السكان والتنمية الدكتور علي فاعور لـ “الديار”: “يتبين من دراسة الوضع السكاني في لبنان، وللفترة الزمنية بين 1932 و2018، وجود تراجع سريع في معدلات النمو السكاني، فقد تزايد عدد السكان اللبنانيين (المقيمين في لبنان) من نحو 875,252 نسمة عام 1932، ليبلغ مستوى 3,864,000 عام 2018. حيث تضاعف عدد السكان (اللبنانيين) مرة واحدة بين 1970 و2018، وذلك خلال مدة 48 سنة التي كانت حافلة بالنزاعات والصراعات وأدت الى تهجير الشباب وافراغ لبنان من موارده البشرية”.

Advertisement

اضاف: “اما بالنسبة لكبار السن (65 سنة وأكثر)، فقد نَمَا عددهم في لبنان بمعدل خمسة أضعاف تقريبا خلال الفترة ذاتها. بينما بلغ لبنان عام 2023 أعلى مستوى في “مرحلة الشيخوخة” البالغ 14 في المائة بحسب محددات الامم المتحدة”.
انخفاض الولادات وتراجع الزيادة السكانية
واشار الى” ان هذا الواقع أدى الى تراجع الزيادة الطبيعية للسكان اللبنانيين بين 2018 و2022، حيث يتّضح من مقارنة أرقام الولادات والوفيات تراجع كبير في عدد الولادات (-38 في المائة)، مقابل زيادة في أعداد الوفيات (+6.2%)، كما يظهر تراجع كبير في عدد معاملات الزواج (-24.6%)، وبالمقابل تزايد عدد معاملات الطلاق الى مستوى (26.5%) من مجمل عقود الزواج عام 2022″.
وتابع مفصّلا بالأرقام “لقد انخفض متوسّط حجم الأسرة للسكان المقيمين في لبنان من 4.6 أفراد عام 1996 الى 4.3 عام 2004، ليصل الى مستوى 3.8 كمتوسط عام في لبنان عام 2018، والى 3.6 بالنسبة للأسر اللبنانية وحدها، وهو قد بات دون مستوى الخط الأحمر (2.2 طفل للمرأة الواحدة)، أو حتى مستوى الإحلال”. اضاف : “عندما نتوسع في قراءة الخريطة الديموغرافية، تبرز التباينات المناطقية على أشدّها، فقد انكمش حجم الأسرة مع تفاوت متناءٍ بين الأقضية، حيث يتبين ان المناطق ذات الأغلبية المسيحية في المتن وكسروان قد دخلت مرحلة شيخوخة السكان السريعة. وبينما سجّلت عكار أكبر متوسط حجم للأسرة 4.8 أفراد، و4.7 في المنية الضنية، و4.4 في طرابلس، فقد سجّلت جزين المتوسط الأقل في لبنان (3.3)، كما انخفض متوسط حجم العائلة في البترون وكسروان وراشيا الى 3.4 لكل منهم، والمتن 3.5، وكذلك في بيروت 3.4”.
وقال : “نستنتج أن الزيادة في أعداد المسلمين تكاد تنحصر في عكار وشمال لبنان، وهي ناجمة بشكل أساسي عن ارتفاع نسبة الولادات لدى السكان المجنسين عام 1994، الذين وصل عددهم اليوم الى أكثر من نصف مليون نسمة”.
اختلال التوازن في التركيب العمري والفئات العمرية
وتابع: “الانخفاض السريع لفئة صغار السن (دون 15 سنة)، بينما بالمقابل ارتفعت نسبة كبار السن مع وجود تباينات مناطقية شاسعة. هذه المعطيات والأرقام تكشف بوضوح كامل سرعة التحولات الديموغرافية، والتباينات المناطقية المتباعدة في لبنان، وكذلك أماكن الضعف في البنية السكانية، ومدى تأثيرها في التوازن الديموغرافي بين الطوائف، حيث يتحوّل المجتمع اللبناني نحو الشيخوخة مع تزايد عدد كبار السن، والتحوّل السريع في شكل الهرم السكاني نتيجة موجات الهجرة المغادرة لبنان، تقابلها موجات وافدة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، مما سيؤدي إلى تغيير ديموغرافي لم يعرفه لبنان في تاريخه، وهو يهدد التنّوع السكاني في تركيب الكيان اللبناني خلال السنوات القليلة المقبلة”.