دفع خارجي نحو تبني الخيار الثالث ..والمعطيات لا تبشر باختراق الازمة السياسية

30 سبتمبر 2023
دفع خارجي نحو تبني الخيار الثالث ..والمعطيات لا تبشر باختراق الازمة السياسية


لا يزال الجمود يلفّ المشهد الرئاسي الذي تخرقه حركة الموفد القطري، فيما بقيت الملفات الأمنية في واجهة الاهتمام الرسمي والشعبي، لا سيما الوضع في مخيم عين الحلوة وعلى الحدود اللبنانية مع سورية حيث تتكثف موجات النزوح السوري الى لبنان ويتصدّى لها الجيش بإحباط المزيد من شبكات التهريب عبر الحدود.

وجاء في افتتاحية” النهار”: المعطيات لا تبشر اطلاقا باي اختراق للازمة السياسية خلافا لكل الاستنتاجات المحلية التي سادت أخيرا وسط التخبط التصاعدي في التقديرات المتصلة بالوساطات الخارجية واخرها الوساطة القطرية التي لم يظهر منها بعد ما يكفي من ميزان الإيجابيات والسلبيات للاتكاء عليها في استشراف سيناريو المرحلة التالية.
والواقع ان جهات ديبلوماسية معنية برصد المعطيات المتوافرة عن الاتصالات والمشاورات المتعلقة بكل من الوساطتين الفرنسية والقطرية بدت شديدة الحذر في مقاربة الكتمان والغموض اللذين يغلفان هذين التحركين منذ ما قبل وما بعد الاجتماع السعودي – الفرنسي الأخير في الرياض بين وزير الخارجية السعودي والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان كما عقب الأيام الطويلة التي صرفها الموفد القطري في بيروت، وكلا التحركين انتهى الى تكثيف التكتم وعدم اتضاح أي خط بياني للتحركات المقبلة المتصلة بملف الازمة الرئاسية في لبنان .
وعلى رغم ان الجهات المذكورة لا تزال تعتقد بإمكان ان تتضح بعض الأمور في الأسبوع المقبل حيال الأجواء والاتجاهات العملية التي يفترض ان تكون موضع اتصالات مستمرة بين دول المجموعة الخماسية فان هذه الجهات لم تكتم تخوفها من معالم تريث واضح في تعامل دول المجموعة مع التعقيدات اللبنانية سواء كان الامر نتيجة العجز الداخلي والخارجي عن حمل الافرقاء السياسيين على اجتراح تسوية يعتبر المجتمع الدولي ان أوان نضوجها حان وصار الزاميا بعد مرور 11 شهرا على ازمة الفراغ الرئاسي، او نتيجة تباينات في مواقف دول الخماسية من بعض جوانب الازمة ولو انكرت هذه الدول وجود التباينات على غرار ما اعقب اجتماعها الأخير في نيويورك . وتبعا لذلك لفتت الجهات الديبلوماسية الى ان أي افصاح فرنسي عن الخطوات التالية للموفد جان ايف لودريان لم يصدر بعد حتى ضمن الكلام الذي صدر عن لودريان نفسه قبيل اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي قبل أيام . كما ان شيئا عمليا لم يتسرب عن لقاء الرياض، وفي الوقت نفسه ضاعت حقيقة ما أدت اليه جولة الموفد القطري بين معالم التصعيد الأخير الذي سجل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى المسيحية التي عمد بري ، في اطار تبرير الغاء مبادرته الحوارية بعد فشلها، الى تحميل القوى المسيحية بشكل لافت للغاية تبعات الازمة الرئاسية . ولم يفت الجهات نفسها الإشارة الى ان الأجواء الداخلية الموصولة بالازمة تبدو راهنا كأنها وضعت في “ثلاثة خريفية” لا احد يمكنه الجزم متى يحين أوان كسرها ما دامت ازمة الانقسام النيابي والسياسي حيال الاستحقاق الرئاسي تراجعت قدما خطوات الى الوراء بما لا يستوي ابدا مع المناخات المتفائلة التي راهنت اما على عودة لودريان واما على التحرك القطري .
وبدا لافتا ما نسب الى مصادر مقربة من السفارة الفرنسية من ان كل ما يقال في الاعلام عن استياء فرنسي من المبادرة القطرية غير صحيح وهو مجرد حملات اعلامية، والمبادرتان متكاملتان وتصبان في النتيجة ذاتها هي انتخاب رئيس.
ونسب الى هذه المصادر ايضا ان لا صحة لما يتم الترويج له عن تواصلِ مستشارِ الرئيسِ الفرنسي باتريك دوريل مع بعضِ القوى السياسة اللبنانية للقول لهم لا تصدقوا ما يقوله جان ايف لودريان وان السياسة الفرنسية تجاه كل الملفات تنطلق من خطوط عريضة يتوافق عليها الجميع في الاليزيه .وشددت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» على أن لا تنازل عن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والثنائي ثابت في الأرض ويملك ما يكفي من أوراق القوة ليربح هذه المعركة، وكل الضغوط لن تدفعه للتنازل». وأكدت المصادر بأن «الرئيس نبيه بري لن يدعو الى جلسات لانتخاب الرئيس من دون جدوى»، متسائلة عن «سبب مطالبة المعارضة للرئيس بري بالدعوة الى جلسات طالما أن أي جلسة من دون توافق مسبق على اسم أو أسماء لن يؤمن نصاب انعقادها»، وأكدت المصادر بأن محاولات حشرنا في الزاوية لن تنجح، ولذلك أي جلسة مقبلة ستؤدي الى فرض رئيس علينا بالتأكيد لن يتأمن نصابها، لأنها ستفجّر البلد وتدخله في آتون الفتنة والفوضى، كما يريد الاسرائيلي.وأوضحت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن نتائج الحراك القطري في الملف الرئاسي لن تتأخر في الظهور لاسيما بالنسبة إلى إمكانية قيام تقدم أو بروز عراقيل ولفتت إلى ان زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي من شأنها أن تغوص أكثر في الطبخ الذي تسعى إليه بلاده وعدها يمكن معرفة ما إذا كان المجال متاحا للسير بها لاسيما في مسألة الاسم التوافقي.وقالت هذه الأوساط أن المناخ الراهن محليا وخارجيا في هذه الفترة لا يزال بعيدا عن إنجاز التسوية لكن ذلك لا يسقط من الحسابات أن الفرصة قد تكون سانحة لذلك ويتم انتخاب رئيس الجمهورية، في حين أن مسألة الأسماء متروكة للنقاش الدائم لأن ما يحظى بتأييد هذا الفريق يعارضه الفريق الأخر وكل ذلك إلى حين بروز الإجماع على الاسم المنشود.ووفق المعلومات فان التحرك القطري منسّق مع اللجنة الخماسية ومن ضمنها فرنسا وان المبادرتين تتكاملان للوصول الى هدف واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية لكن لم ينضج هذا التحرك. فيما ان ثنائي «امل» وحزب الله على موقفه من ترشيح سليمان فرنجية الى حين ظهور بوادر اتفاق آخر مقبول من الجميع. وكتبت” الديار”:كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى ان هناك نضوجا وتحولا في الموقف الخارجي، ما انتج الوصول الى طرح «الخيار الثالث» في لبنان. ذلك ان فرنسا عندما ادركت ان مبادرتها التي تبنت سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة وصلت الى حائط مسدود، اعادت اعتبار مقاربتها وانتقلت باريس ودول اللجنة الخماسية الى الخيار الثالث . وعليه، اتى لودريان موفدا من اللجنة الخماسية في جولته الاخيرة ليبلغ القوى السياسية اللبنانية ان هناك استحالة لاي فريق سياسي ان يتمكن من ايصال مرشحه الرئاسي الى قصر بعبدا. من هنا، بات الموقف الخارجي يرى ان الخيار الثالث هو المخرج الوحيد من هذا الاستعصاء الرئاسي. ورأت المصادر السياسية الرفيعة المستوى ان اهمية هذا التطور تعني انه اذا انتخب رئيس للجمهورية من ضمن «الخيار الثالث»، فسيحظى بدعم اللجنة الخماسية، اي دعم خليجي مالي. وهذه المساعدات المالية، هي اكثر ما يحتاج اليه لبنان الذي يشهد انهيارا وتدهورا على الصعد كافة.