على ما يراهن الثنائي الشيعي بعدما جمّد برّي مبادرته؟

30 سبتمبر 2023
على ما يراهن الثنائي الشيعي بعدما جمّد برّي مبادرته؟


كتب ابراهيم بيرم في “النهار”: منذ أن بادر الرئيس بري إلى سحب مبادرته من التداول مقرونة بشعار: إنني أدّيت قسطي للعلى، بادر فريق الخصوم إلى الكف عن ترداد لازمة روّج لها طويلاً ومفادها أن الثنائي الشيعي آيل إلى الإذعان للضغوط الخارجية، وبالتالي صار قاب قوسين أو أدنى من سحب مرشحه المعروف والذهاب إلى الخيار الثالث، بل إن كل التحليلات عادت لتتبنّى نظرية أن هذا الثنائي قد عاد إلى التصلّب عند مرشحه الأول. وبذا ثمة من يرى أن الثنائي قد قطع الطريق على المبادرة القطرية وأعاد فتح الأبواب أمام المبادرة الفرنسية، أي المبادرة التي اقتنع بها سابقاً وتبنّاها على أنها الحل.

ولم يكن ذلك مفاجئاً للذين يعلمون أن الثنائي وخصوصاً “حزب الله” يحمّل ضمناً الدوحة مسؤولية “التلاعب” بعقل باسيل. فهي زيّنت له سابقاً فوائد الانضمام إلى محور “التقاطع” وترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وعندما اقتنع باسيل ضمناً بأن المرشح الحقيقي ليس أزعور بل قائد الجيش، سارع إلى فتح قناة التحاور مع الحزب مجدداً ليس بقصد إعادة إحياء تفاهم مار مخايل أو ما يعادله، بل بغية سد أبواب بعبدا أمام العماد جوزف عون. وعندما أبلغته الدوحة بأنه استعجل في التحاور مع الحزب وإمكان التفاهم معه على خياره الرئاسي، خصوصاً أنها طرحت أسماء مرشحين آخرين، ما كان من باسيل إلا أن فرمل من اندفاعه الحواري مع الحزب على نحو صار الحزب مقتنعاً بأن هذا الحوار بلا جدوى على المستوى الرئاسي وأنه يقبل باستمراره من باب التأكيد أنه لا يتعامل مع التيار كخصم مع علمه أنه قد يطول وتكون عوائده متواضعة جداً.وبالعموم، فإن مصادر على صلة بالحزب تؤكد أن نظرته على المدى القصير تقوم على:- إبقاء المسار الحواري مستمراً مع التيار.- الرهان على عودة المبادرة الفرنسية ذات السلّة العريضة الحاوية لخيارت عدة خصوصاً إذا ما أخفق القطريون.- رهان ضمني على تعديل الرياض من وتيرة حركتها تجاه لبنان على نحو يعدّل من سياسة النأي بالنفس التي تتّبعها منذ زمن.