كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: وفق بعض المعنيين، لا يزال تعويل «حزب الله» على الوقت. كما سبق وفعلها في مراحل سابقة، الاعتقاد السائد في صفوف مسؤوليه أنّ الوقت قد يعيد قلب الطاولة رأساً على عقب خصوصاً وأنّ المنطقة تشهد متغيّرات سريعة من شأنها أن تعيد له اليد الطولى في الملف الرئاسي. ولذا، يقفل باب التفاوض على اسم فرنجية ويترقب. فيما يعتقد البعض الآخر أنّ ربط الملف اللبناني بملفات المنطقة، لا سيما من الجهة الإيرانية، يجعل إنجاز الرئاسة، رهن بقية المسارات. ولهذا، الرئاسة في ثلاجة الانتظار. وترشيح فرنجية هو «القفل».وفي مطلق الأحوال، لا مؤشرات راهنة توحي بأنّ «الحزب» سيتخلى عن فرنجية في المدى المنظور. ولكن على ضفّة الرئيس بري، الاعتبارات مختلفة تماماً، لدرجة أنّ هناك من يقول إنّ رئيس البرلمان كاد ان يفعلها في لحظة سابقة (قبل أسابيع) لينخرط في تسوية تأتي برئيس من الفئة الثالثة، بحجة أنّ موازين القوى في البرلمان هي التي حسمت النتائج.ويؤكد المعنيون أنّ رئيس المجلس أبلغ أكثر من صديق التقاهم في الفترة الأخيرة، أنّه كان جدياً في دعوته للحوار الذي كان سيفضي إلى فتح أبواب البرلمان لعقد جلسة بدورات مفتوحة، يفترض أن تؤدي إلى انتخاب رئيس. حتى أنّه قال بالحرف الواحد أمام هؤلاء حين سئل اذا كان الحوار قد يؤدي إلى انتخاب مرشح ثالث: «طبعاً وإلا ما معنى الحوار؟».ولكن يبدو، وفق المعنيين أنّ بري، وبعدما أعاد «الحزب» شدّ صفوف محوره السياسي، خلف فرنجية، تراجع قليلاً إلى الخلف لمراعاة اعتبارات حليفه، خصوصاً وأنّ ردود الفعل من جانب القوى المسيحية، نسفت مشروعه الحواري، وأعفته من مهمة هندسة الصيغة التسووية. والأرجح أنّه كان ينتظرها من المسيحيين لكي يغسل يديه. ولكن إلى متى؟ لا جواب واضح. يؤكد المعنيون أنّ بري قد يستعيد زمام مبادرته التفاهمية في أي لحظة خصوصاً وأنّ لبنانيين نقلوا عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أنّ بري يخبّئ شيئاً ما وقد يخرج أرنب الرئاسة من كمّه في وقت ليس ببعيد. في مطلق الأحوال، يراقب سليمان فرنجية التطورات، لا سيما على الضفّة القطرية، بكثير من الواقعية. يدرك أنّ معركة رئاسته صارت صعبة جداً، ولكنها ليست مستحيلة بنظره. طالما أنّ الثنائي، وتحديداً «حزب الله» متمسك به، فلا ضرورة للإقدام على أي خطوة الى الوراء أي الانسحاب. الركون إلى عامل الوقت قد يفعل فعله، طالما أنّ الوضع الداخلي تحت السيطرة. ولكن ماذا لو خرجت الأمور عن السيطرة. لا جواب عند أي من المعنيين.