قبل أن يقال يا حمص صبرا فإن الصبح موعدك كان الجيش العربي السوري يشعل بالنار ليل مواقع الجماعات الإرهابية التي نفذت المجزرة عن بعد بطائرات مسيرة وحاولت أن تعيد السيناريو مجددا خلال تشييع الشهداء في مستشفى حمص اليوم ومرة جديدة خلال تواجد وزير الدفاع السوري إلا أن الدفاعات الجوية كانت يقظة ومستعدة وافشلت الإعتداء.ما تعرضت له سوريا من قبل جماعات إرهابية مسيرة عن بعد شكل محل إدانة عربية واسعة.وفي لبنان قدم رئيس مجلس النواب نبيه بري في برقية للرئيس السوري بشار الأسد التعازي بالشهداء وجدد التأكيد على الوقوف إلى جانب سوريا قيادة وجيشا وشعبا في معركتهم المشروعة بمواجهة الإرهاب بكل أشكاله المتماهي مع المخططات العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف سوريا والأمة في وحدتها وأمنها واستقرارها.اذا، في الامر قطبة مخفية ما، وخصوصا ان حمص تضم اهم القواعد العسكرية التابعة للطيران الحربي السوري، وبالتالي فان شبكة الرادارات الموجودة فيها تستطيع حكما كشف المسيرات قبل ان تصل. هذا في سوريا. اما في لبنان، فالاشكال الذي حصل بين السوريين واللبنانيين في منطقة الدورة اعاد تركيز الاضواء على حالة التفلت السائدة في الشارع. يكفي ان نعلم ان استخبارات الجيش اوقفت السوريين المتورطين في الاشكال، وعددهم ثمانية، وقد تبين ان اوراقهم غير قانونية. وهو امر يؤكد مخاوف اللبنانيين من الوجود السوري غير الشرعي وغير المضبوط ، وحتى غير المحدد لا جغرافيا ولا عدديا..توازيا، وجه مخاتير منطقة الجديدة – البوشرية – السد كتابا الى المديرية العامة للامن العام طالبين فيه اقفال كل المحال التجارية غير الشرعية المشغولة من غير اللبنانيين. وهو مسار سيتصاعد، على ما يبدو، وسيستكمل في مناطق لبنانية اخرى، ما يعني ان قضية النازحين لن تقفل قبل ايجاد حلول عملية لضبطها والحد من آثارها المدمرة على لبنان واللبنانيين. رئاسيا، الاستحقاق مؤجل حتى اشعار آخر. يؤكد الامر ان زيارة لودريان معلقة بانتظار موافقة الاطراف السياسية على مناقشة الخيارالثالث الذي تحدث عنه المبعوث الرئاسي الفرنسي في زيارته الاخيرة. كذلك فان زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي مؤجلة هي الاخرى، لأن الظروف غير مؤاتية بعد لتظهير صورة الرئيس العتيد. في الاثناء سجل حادث امني خطر اليوم في سجن زحلة، اذ عمد بعض السجناء الى اضرام النيران داخل غرف السجن ما ادى الى سقوط ثلاث ضحايا حتى الان. مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار اختراق الطبقات الجيولوجية نحو النفط الموعود في البحر اللبناني يسير بالطريق الصحيح، ومطلع الاسبوع المقبل موعد مع مزيد من الامل بالدخول الى النادي النفطي .. هذا ما اخبره للمنار عضو الهيئة الناظمة لقطاع البترول وسام شباط، المتابع الدقيق لعمليات الحفر والتنقيب..اما التنقيب السياسي فدونه طبقات صلبة تحجب الاستحقاق الرئاسي،ولا من يخبر بجديد، فكل الحفارات المحلية متوقفة بفعل تعطيل الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، والجميع بانتظار تلك الخارجية..في سوريا التي خرجت اليوم بثوب الحداد على العشرات من شهدائها الذين قضوا في العدوان على الكلية الحربية بحمص، تأكيد على صمود هذا الشعب بوجه كل الاعتداءات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولملمة للجراح مقدمة للاقتصاص من الجماعات التكفيرية ورعاتها الاقليميين والدوليين الذين ما زالوا يتربصون بسوريا واهلها ومستقبلها.وبعد التشييع الرسمي والشعبي المهيب للشهداء من مدنيين وعسكريين، رسائل سياسية حملتها برقيات التعزية العربية والعالمية لا سيما تلك الروسية والايرانية، فيما كانت الرسائل اللبنانية من مختلف القوى والاحزاب الوطنية، فأكد الرئيس نبيه بري الوقوف الى جانب سوريا قيادة وجيشا وشعبا في معركتهم المشروعة ضد الإرهاب بكل أشكاله، والمتماهي مع المخططات العدوانية الإسرائيلية، اما حزب الل فاعتبر ان هذه الجريمة النكراء والمدانة تؤكد على خطورة المؤامرة الكونية المستمرة ضد سوريا وشعبها الصامد، وان عمل الجماعات الارهابية يأتي بموازاة العقوبات الظالمة التي تزيد في معاناة الشعب على كافة المستويات..باعلى مستويات الجهوزية احتفلت حركة الجهاد الاسلامي بذكرى انطلاقتها السادسة والثلاثين، واكد امينها العام زياد نخالة استمرار المعركة مع المحتل حتى التحرير الكامل، مع التمسك بوحدة البندقية المقاومة بشتى فصائلها، بل كل ساحاتها على امتداد منطقتنا.. مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي” الخليج العربي يتلاعب بكرة القدم وكرة السلة العالميتين، ولبنان يتلاعب بكرة النار المتنقلة بين قنبلة النازحين السوريين التي كادت أن تنفجر أمس على نطاق واسع في منطقة الدورة، والتي وصلت اليوم إلى قبالة شاطئ طرابلس بعدما تعطل زورق كان يقل نازحين، وتصل كرة النار إلى سجن زحلة، موقعة 3 قتلى من جراء حريق مفتعل في السجن أدى إلى اختناقات. تجري كل هذه التطورات في غياب أي تقدم في الملفات السياسية ولاسيما منها ملف رئاسة الجمهورية الذي لم يسجل أي حلحلة، فالموفد القطري يعمل بصمت مفرط، والموفد الفرنسي لم يحن أوان عودته بعد، وبين الصمت القطري والانتظار الفرنسي، لا خيار في لبنان سوى ملء الوقت الضائع بالاجتهادات والتوقعات. بالانتقال إلى الحدث السوري المتمثل بقصف الكلية العسكرية في حمص، فقد ارتفع عدد القتى إلى 89 قتيلا، فيما بلغ عدد الجرحى 277 جريحا. مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد نيران خلف القضبان وجمر تحت خيم النزوح وبحر يضيق بالفارين من اليابسة اللبنانية أما الدخان الرئاسي فحبيس الضباب السياسي.هي صورة رباعية الأبعاد لمشهد لبناني واحد حيث تعددت السيناريوهات والنتيجة واحدة مزيد من تفكك الدولةوانحلال المؤسسات بانتظار الانفجار الكبير وهو ما بات مكتمل العناصر أمام الأحداث “الدوارة” وآخرها ما شهدته محلة الدورة.وفي حوادث جمعة لبنان الحزينة تمرد بعد محاولة هروب فاشلة شهدها سجن زحلة حيث أدى الهروب حفرا في جدار الزنازين إلى إضرام السجناء النيران في ممتلكاتهم وأدت ألسنة اللهب إلى محاصرة أحد الضباط وحراس السجن وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة سجناء وجرح تسعة عشر آخرين نقلوا إلى أحد مستشفيات المنطقة استعان الأمن بالأمن لمحاصرة التمرد فطوق الجيش محيط السجن.وسيرت قوى الأمن دوريات تفيش داخل السجن فيما تجمهر أهالي السجناء في الباحات الخارجية واكتفوا بالمشاهدة.حوصرت مفاعيل زحلة بين جدران سجنها فيما فتح إشكال الدورة الليلي بين لبنانيين وسوريين مغارة النزوح على المحظور.وفي مشهد من مشاهد الانفلات الأمني المتنقل تحت عباءة الإقامة غير الشرعية على الأرض اللبنانية كشف مصدر أمني للجديد أنه تم توقيف ثمانية وعشرين سوريا منذ ليل الخميس بسبب عدم حيازتهم أوراقا قانونية…وإذ نفى المصدر وجود أي أسلحة حربية في إشكال الدورة أكد أن استخبارات الجيش أوقفت السوريين المتورطين فيه وعددهم ثمانية.وتبين أن أوراقهم غير قانونية وتم تسليمهم إلى الأمن العام لإجراء المقتضى القانوني.ما جرى في الدورة بروفا لما يمكن أن تنزلق إليه الساحة الداخلية المتخمة بأزمة النزوح والتي رصدت اليوم مركبا غير شرعي في بحر الشمال وعلى متنه ما يقرب من مئة وخمسين شخصا بين سوري وفلسطيني كان مبحرا باتجاه الجزيرة القبرصية التي لم يكن ليصلها بعد تجارب سابقة انتهت في أعماق الأزرق الكبير.وأمام تعاظم أزمة النزوح في ظل غياب القرار السياسي ودفن المسؤولين اللبنانيين رؤسهم في الرمال فإن الجيش اللبناني توزع عند الحدود وفي الداخل وتحول جنوده إلى خفر سواحل فيما أولياء الأمر السياسي يضربون أخماسهم بأسداس الملف الرئاسي وعلى مرض الفراغ العضال الذي يتمدد إلى مراكز الحكم الأولى أفادت معلومات الجديد بان قائد الجيش العماد جوزف عون فاتح رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما التقاه قبيل شهرين في عين التينة بمسألة التشكيلات.وتحدث عن خطورة الفراغ في المجلس العسكري وتحديدا في موقع رئاسة الاركان التي تمسك وحدها بقرار إمرة الجيش في حال غياب القائد.وأضافت المعلومات ان الرئيس بري قال لقائد الجيش: البلد ما بيحمل ساعة بلا قائد جيش ، منمددلك. فاجابه عون: ما بدي تمددولي لكن ضروري التعيين في رئاسة الاركان.وفي السباق بين فراغ بعبدا الذي دخل عامه الأول وفراغ اليرزة أواخر العام الجاري يلعب القطري شوطه الثالث.وفي المعلومات ان مبعوثه جاسم آل ثاني سيقوم الاسبوع المقبل بجولة جديدة على القوى السياسية ولكن هذه المرة بقوة إسناد من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية للاتفاق على اسم مشترك للرئاسة وعلى نتائج الجولة الثالثة بين قصور القرار .. قد يصل الرئيس ولا يجد الجمهورية.وبانتظار انقشاع الضباب اللبناني فإن المسيرات مجهولة الهوية التي أمطرت سماء الكلية الحربية في حمص لاحقت الجرحى إلى المستشفى العسكري لكنها لم تصل إلى هدفها فيما شيعت المدينة خريجي حربيتها في نعوش إلى المثوى الأخير لكن طيور الظلام ما زالت تحوم.