اليونيفيل تستنفر قواتها على طول الخط الأزرق لحفظ الاستقرار عند الحدود الجنوبية

8 أكتوبر 2023
اليونيفيل تستنفر قواتها على طول الخط الأزرق لحفظ الاستقرار عند الحدود الجنوبية


الحرب المباغتة في فلسطين أشعلت التساؤلات عن طبيعة تداعياتها على لبنان وسط مخاوف من تمدُّد الحرب إليه في حال انخراط “حزب الله” بدعم “حماس” . ذلك أنّ الوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية بدا مقلقاً ومشدوداً وسط معلومات تحدّثت عن استنفار “حزب الله” من جهة، وحشد إسرائيل تعزيزات عسكرية كبيرة من جهة مقابلة، فيما عملت قوات “اليونيفيل” على تكثيف حركتها وانتشارها لتجنب اطلاق صواريخ من المنطقة الحدودية. ويسود الترقب القلق المنطقة خصوصاً وسط معالم احتدام المواجهات.

وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، أن «بعثة حفظ السلام تراقب عن كثب الأحداث الدراماتيكية الجارية في إسرائيل، وجنود حفظ السلام يتواجدون على طول الخط الأزرق للحفاظ على الاستقرار والمساعدة في تجنب التصعيد».
وأعلن تيننتي أن القوات الأممية عزّزت وجودها «في جميع أنحاء منطقة عملياتنا للتكيف مع التطورات، بما في ذلك عمليات مكافحة إطلاق الصواريخ»، مشيراً إلى أنها «على اتصال دائم مع الأطراف منذ بداية الأحداث لضمان التنسيق الفعال وتجنب سوء الفهم، وهدفنا الأساسي هو الحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق وتجنب أي تصعيد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على السكان الذين يعيشون في المنطقة».
واعلن الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على مجموعة من الشبان في المطلّة بعدما اقتربوا من السياج الفاصل على متن دراجات نارية، وهم يحملون رايات حزب الله، احتفالاً بعملية “طوفان الاقصى”.
وسرعان ما اغلق الجيش اللبناني الطريق العسكرية المحاذية للخط الأزرق عند محلة الحمامص، في حين أكدت اليونيفيل انتشار عناصرها على طول الخط الأزرق للحفاظ على الاستقرار وتجنّب التصعيد.
وليلاً، اطلقت المدفعية الإسرائيلية قنبلة مضيئة بين عيتا الشعب ورميش وسط تحليق مكثّف للطيران الحربي فوق العديد من مناطق الجنوب اللبناني.
وكتبت” الشرق الاوسط”: يشمل الترقب سكان المنطقة الحدودية في جنوب لبنان الذين يعيشون حالة عدم يقين عما ستؤول إليه التطورات. وتراجعت حركة السير اليومية بشكل لافت، وفق ما قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن حركة السكان «تراجعت إلى مستويات كبيرة بالمقارنة مع الأيام العادية»، ما يشير إلى «هدوء حذر في المنطقة الحدودية» مع إسرائيل.
ويؤشر هذا الحذر المستجد اليوم إلى مخاوف من أن تتوسع المعركة إلى الداخل اللبناني، أو ينخرط «حزب الله» فيها بشكل أو بآخر. ويمضي السكان في اتخاذ إجراءات احترازية، إذ أحجمت عائلات كثيرة عن التوجه إلى الجنوب في عطلة نهاية الأسبوع «خوفاً من أن يحدث شيء ما»، وفق ما يقول جهاد الذي يتوجه أسبوعياً إلى مدينة بنت جبيل لتفقد والديه، ويشير إلى أن «الاحتراز واجب؛ لأن شكل المعركة أكبر مما يمكن للإسرائيلي (الحكومة الإسرائيلية) تحمُله، وبالتالي يمكن أن يتطور الوضع في أي لحظة ما لم يجرِ احتواؤه»، مضيفاً: «التوجه جنوباً في هذه الظروف سيكون بمثابة مغامرة نحن في غنى عنها الآن».
ووفق المنطق نفسه، قطع آخرون إجازاتهم ظهر السبت، وعادوا إلى العاصمة وضواحيها، خوفاً من أن تتدحرج الأمور إلى حرب تشمل لبنان. وقالت مصادر ميدانية إن بعض العائلات التي تزور ممتلكاتها في الجنوب أسبوعياً عادت أدراجها، ليتسنى لها جمع أوراقها الوثائقية في حال كان هناك أي تصعيد.