لبنان في معادلة توازن الرعب ووحدة الساحات

11 أكتوبر 2023
لبنان في معادلة توازن الرعب ووحدة الساحات


كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: في ضوء الرسائل السياسية والدبلوماسية المتبادلة بين لبنان الرسمي وإسرائيل وحزب الله عبر وسطاء، والرسائل العسكرية المباشرة، لا يمكن التقليل من خطورة مخاوف تفلّت الوضع نحو الحرب. ومع ذلك، ثمة مكان للترهل السياسي في شكل فاقع، وكأنّ هناك تسليماً مسبقاً بالعجز.

Advertisement

لا تشبه عملية غزة مع الحرب التي بدأت تأخذ منحى تصاعدياً حرب تموز، بالمعنى العملاني. عنصر المفاجأة لإسرائيل لا ينطبق لبنانياً، لأن ما حصل منذ أيام قليلة، كان يفترض أن يشكل قاعدة أولى للبنان من أجل الاستعداد للمرحلة المقبلة مع رسم كل السيناريوهات التي تأخذ الوضع نحو منحى الحرب الشاملة، أو حتى حرب استنزاف وتوتير تصاعدي مربك بما يكفي للبنان.
حتى الآن، ومع تدهور العلاقات الداخلية إلى هذا الحد من الانقسامات، تُطرح مجموعة من الهواجس: كيف يمكن الاستعداد لمواكبة أي تطور من نوع انضمام لبنان إلى الحرب الدائرة؟ وكيف يمكن للحكومة بوضعها الراهن والانهيار الداخلي توقّع تدحرج الوضع الاجتماعي مع احتمالات ثلاثة: عمليات نزوح لبنانية إلى مناطق داخلية، وهذا الأمر بدأ يأخذ طابعاً جدياً مع توسّع المخاوف جنوباً من أعمال القصف الدورية وما يرافق ذلك من حاجات اقتصادية وحياتية غير متوفّرة، والأخطر توقع موجة نزوح سورية بالآلاف إلى الداخل وأي مناطق لديها القدرة الاستيعابية ولا سيما بعد الصدامات الأخيرة لتوفير أماكن لجوء للنازحين، واحتمال دخول العامل الفلسطيني والخلافات الداخلية وتدهور الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة ربطاً باحتمالات توتر الوضع في غزة وتباين ردود الفعل الفلسطينية الداخلية تجاه ما يجري في غزة. فضلاً عن أن لبنان الذي يعوّل على نتائج الحفر البحري عن الغاز المستمر حتى الساعة، لن يكون بمنأى عن توقيف أعماله على غرار ما فعلت إسرائيل. وهذا في حد ذاته ملف شائك. والمشكلة أن لبنان الرسمي في وادٍ وما يجري حقيقة في كواليس الرسائل الدولية والإقليمية في وادٍ آخر. ومع ذلك لا يتعامل لبنان الرسمي بالحد الأدنى مع فكرة أنه كلما ذهبت الأوضاع إلى مزيد من الاستنزاف اليومي، تضاعفت الهواجس والمشكلات التي ستضاف إلى أضرار الحرب.