كتب رضوان الذيب في” الديار”: من اتخذ قرار عملية طوفان الاقصى وضع في حساباته كل الاحتمالات لمستوى الردود الاسرائلية – الاميركية، من مجازر وعمليات قصف وحرب ابادة وسياسة الارض المحروقة، وفي نفس الوقت، وضع الخطط للمواجهة الطويلة واستعد لكل “السيناريوات” بما فيها الحرب الشاملة واشتعال كل الجبهات.
وحسب مصادر متابعة، فان المعركة ما زالت تسير وفق المرسوم، وتتحكم غرفة العمليات المشتركة التابعة لمحور المقاومة بمسارها، وتضم غرفة العمليات المركزية ضباطا من فيلق القدس وحماس والجهاد وسوريا وحزب الله، وتتصل هذه الغرفة بشكل مباشر بمقرات القيادتين العليا الايرانية والسورية والسيد حسن نصرالله واسماعيل هنية وزياد نخالة، وهناك غرفة عمليات في غزة تضم كافة الفصائل الفلسطينية دون استثناء لادارة المواجهات المباشرة على الارض وكيفية التحصين، وتوزيع المقاتلين وغيره، وهذا يسري ايضا على الجبهتين اللبنانية والسورية مع فلسطين المحتلة.
وبالتالي وحسب المصادر، فان توسيع دائرة القتال واشعال الجبهتين اللبنانية والسورية قرار غرفة العمليات المركزية فقط، وتحدده ظروف المعركة وسيرها اولا وثانيا وثالثا وليس اميركا او فرنسا او اوروبا او السعودية او مصر او قطر، وحتى الان الامور تسير وفق المرسوم عند قيادة محور المقاومة، واذا طلبت غرفة عمليات غزة المساندة فان كل الجبهات ستلبي النداء، وقرارعدم استفراد غزة متخذ من قبل محور المقاومة، لانه اذا سقطت سياتي بعدها دور دمشق وصولا الى بيروت وايران، وهذا لن يحصل مهما كانت الظروف.
وحسب المصادر، فان واشنطن وباريس ولندن ومعهم دول عربية يخوضون حربا نفسية ضد محور المقاومة وجمهوره، وبث اخبار اعلامية وسيناريورات عن دخول غزة ومحوها وتهجير سكانها وترحيل مقاتلي حماس والجهاد وقياداتهم عن غزة كما تم ترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت عام ١٩٨٢، وسها عن بال هؤلاء حسب المصادر عينها، ان الجندي الاسرائيلي فقد هيبته كليا وهالته وتفوقه في عملية طوفان الاقصى، حتى قيادات المقاومة في بيروت ينقلون القصص “والحكايا” عن فرار جنود الاحتلال امام مقاتلي المقاومة، وكيف استسلموا وسلموا اسلحتهم وهزموا بساعات، ولم يتوقع القادة الميدانيون لطوفان الاقصى هذه الانهيارات السريعة بين جنود العدو وقياداته؟ وظهر الجيش الذي لايقهر كالجيش “الانكشاري” من دون عقيدة قتالية ومن دون روح وايمان؟ فكيف يمكن لهذ الجيش الدخول الى غزة ومواجهة المقاومين” والوحوش” كما وصفهم نتنياهو نفسه، والجيش الذي لم يستطع البقاء لساعات في بيروت عام ١٩٨٢ كيف سيبقى في غزة، واذا دخلت دباباته كيف ستخرج؟ وحسب المصادر، فان عناصر المقاومة يستدرجون حاليا الجيش الاسرائيلي الى الدخول لتحويل شوارع غزة الى مقابر لجنوده .
اما التهويل الثاني الذي نقلته وسائل اعلام اميركية واوروبية والاستخبارات العربية عن قيام وزير خارجية اميركا انتوني بلينكن باجراء اتصالات بمسؤولين عرب وقادة استخبارات عربية لاقناعهم باستضافة سكان غزة قبل قيام الجيش الاسرائيلي بتسويتها بالارض، وتقوم الخطة الاميركية على نقل مليون فلسطيني من غزة الى مصر وتوزيع باقي السكان على كل من السعودية وقطر والامارات والاردن، على ان تستضيف السعودية ٥٠٠ الف فلسطيني وهذا المشروع يواجه بالرفض من هذه الدول، الذي هددها بلينكن بتحميلها مسؤولية الخسائر، لان اسرائيل ستقوم في هذه الحالة بتدمير غزة ومحوها واعطى وزير الخارجية الاميركية مهلة اخيرة للقادة العرب تنتهي صباح اليوم للقبول بهذا العرض .