كتب صلاح سلام في”اللواء”: مع دخول حرب غزة الأسبوع الثاني، وسط الإصرار الإسرائيلي على إجتياح القطاع، يرتفع منسوب القلق ليس في الداخل الفلسطيني وحسب، بل وعلى مستوى المنطقة برمتها، لأن ما يجري من فظائع وتنكيل ضد النساء والأطفال، ومن تدمير للمستشفيات والمدارس والبنية التحتية بكاملها في غزة، لا يمكن أن يمرّ دون إشعال جبهات أخرى، من حلفاء «حماس» في محور الممانعة، والممتدة أذرعه من لبنان إلى سوريا والعراق وصولا إلى شواطئ البحر الأحمر في اليمن.
تبقى تلك الجبهات صامتة طالما بقيت «حماس» قادرة على التصدي للوحشية الإسرائيلية، والرد عليها بالصواريخ إلى الداخل الإسرائيلي، لا سيما مطار بن غوريون، والحفاظ على قدراتها بمواجهة الاجتياح البري وإستخدام السلاح المتطور الذي تملكه ضد الدبابات والمدرعات الغازية.
من المحزن فعلاً، أن البلد القلق من النيران المشتعلة حوله، والذي يرصد بحذر إرتفاع منسوب التوتر على حدوده الجنوبية، ما زال رهينة الخلافات الحزبية والأنانية، بين أطراف منظومته السياسية، التي لا تخجل من إستفحال عجزها المعيب في إنتخاب رئيس الجمهورية، عشية مرور سنة كاملة على الشغور الرئاسي في بعبدا.
وجاءت التطورات الدرامية في غزة لتكشف أهمية الفرص التي أهدرتها الأطراف السياسية اللبنانية، في إنقاذ البلد من الفراغ القاتل في السلطة، وذلك بعد وضع العصي في دواليب مساعي التوفيق التي قادتها فرنسا، ثم قطر بتكليف من دول اللقاء الخماسي.
مع تعاظم الإهتمامات العربية والغربية بتداعيات الحرب في غزة، من الطبيعي أن يتراجع التركيز السابق على الأزمة اللبنانية، خاصة بعد سقوط كل المبادرات العربية والفرنسية والخماسية التي حاولت تمرير الإنتخابات الرئاسية، كمدخل لا بدَّ منه لمعالجة المشاكل الإقتصادية والمالية والمعيشية التي يتخبط فيها البلد منذ أربع سنوات.