كتبت سابين عويس في” الديار”: قد يكون موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الاجتماع الطارئ للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في الجزائر للبحث في تداعيات الحرب على غزة، الوحيد الذي يخرق مشهد التضعضع الداخلي، عندما دعا الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع تل أبيب الى الغاء أو تجميد الاتفاقات مع اسرائيل كرد على ما تقوم به من قصف متواصل وعنيف لقطاع غزة.
وقد أراد بري من خلال هذا الموقف ان يدعو الدول العربية التي دخلت في مرحلة التطبيع مع إسرائيل الى تعليق هذا المسار، في الحد الادنى، “من اجل ممارسة الضغط على الأخيرة لوقف استباحة الدم الفلسطيني”، على ما تقول اوساط رئيس المجلس، اقله بما يحفظ ماء الوجه لهذه الدول التي ذهبت بعيداً تحقيقاً لمصالحها، ولكنها باتت عاجزة او محرجة امام شعوبها المنتفضة على ما يحصل.
وقد ترافق موقف بري مع الغاء القمة الاميركية – الاردنية – المصرية – الفلسطينية التي كانت مقررة في عمّان، فيما تدفع البرازيل وفرنسا نحو استصدار قرار عن مجلس الامن لوقف الاعتداءات، لكنه لا يزال يقابل بالفيتو الاميركي. وقد بادرت روسيا والامارات العربية المتحدة في الموازاة الى الدعوة لاجتماع طارىء لمجلس الامن للغاية عينها.أياً تكن التحركات الدولية التي لا تزال تدور في مربع المراوحة، فإن الاكيد حتى الآن ان الاتفاقات العربية الموقعة مع إسرائيل ستشهد تعليقاً اقله في المدى القريب، في انتظار بلورة ما ستؤول اليه هذه الحرب العبثية، واين ستتوقف حدودها. لكن ما ليس اكيداً بعد ويقضّ مضاجع اللبنانيين هو ان التحرك الرسمي لتحييد لبنان لا يرقى الى تحقيق هذا المطلب، وان الانظار ستظل في اتجاه “حزب الله”، ومن ورائه ايران التي توقّع وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان قبل يومين ان يقوم محور المقاومة بعمل استباقي لمنع إسرائيل من اتخاذ اي اجراء في غزة من دون عواقب.