الاستنفار الحكومي يطلق الاستعدادات لاحتمالات الحرب

20 أكتوبر 2023
الاستنفار الحكومي يطلق الاستعدادات لاحتمالات الحرب


عكس الاستنفار الحكومي الواسع ديبلوماسيا وانسانيا واغاثيا للتهيؤ لاحتمالات الحرب انطباعات مشدودة للغاية اذ بدا بمثابة “اعلان رسمي” للمرة الأولى باطلاق الاستعدادات لاحتمالات الحرب تعززها دعوات الدول الى رعاياها لمغادرة لبنان على جناح السرعة وعدم التوجه اليه.وفي اطار هذا الاستنفار عقدت بعد ظهر امس جلسة لمجلس الوزراء خصصت لدرس الطوارئ في حال نشوب حرب، برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعدما كان رأس قبل الظهر اجتماعا موسعا خصص للمنظمات الإنسانية. وقد وافق مجلس الوزراء على خطة وزارة الاشغال العامة والنقل ووزارة الصحة في ما يتعلق بإدارة الكوارث. وقال وزير الاعلام زياد مكاري “ان المواطنين يجب ان يطمئنوا الى ان الحكومة تعمل على وضع خطة وقاية في حال لا سمح الله حصلت حرب”. وفي مستهل الجلسة لفت ميقاتي الى انه طوال الايام الماضية واصل اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية “لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني” .
وقال “تلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهما للمخاوف اللبنانية ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس الموجود في القاهرة والذي وضعني في اجواء الاتصالات تمهيدا لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل”.واعتبر ان “الظرف يقتضي ان يكون التعاطي مع المستجدات حكيما وهادئا. وليس الاوان مناسبا لمزايدات شعبية. واما التحركات الشعبية التي تتخطى التعبير عن الرأي لتتحول الى تعديات على الناس والجيش والقوى الامنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة والبعثات الديبلوماسية فامر مرفوض على الاطلاق. كما ان حساسية الظرف الراهن تقتضي مقاربة حكيمة لكل الاوضاع، والمطلوب وقف الشحن وضبط المناصرين”.وأفادت مصادر وزارية ل” النهار انه بإزاء الأوضاع الاستثنائية الراهنة واخطارها، طرح في الجلسة مشروع قانون للتمديد للذين هم في الخدمة العسكرية وبرتبة عماد ولواء لسنة واحدة والبحث لاحقا في مخرج قانوني لتعيين قائد الجيش ورئيس الأركان في الجيش وتقرر بعد النقاش استكمال البحث لاحقا في الاقتراح. وكان “لبنان24” ذكر ليل امس أن مجلس الوزراء كلّف الأمانة العامة لمجلس الوزراء إعداد مشروع قانون لرفع سن التقاعد سنة للعميد واللواء بالتوازي مع درس الحلول القانونية المُتاحة لملء الشواغر في المؤسسة العسكرية.واشارت المصادر الوزارية الى ان الجزء الأخير من الجلسة التي دامت ثلاث ساعات تحول الى مناظرة بين رئيس ديوان المحاسبة محمد بدران ووزير الاتصالات جوني القرم حول تلزيم خدمات البريد مكان شركة “ليبان بوست” .اما الاجتماع الموسع الذي عقد برئاسة ميقاتي قبل الظهر، فضم عددا من الوزراء ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا ومسؤولي الهيئات الانسانية والانمائية والاغاثية التابعة للامم المتحدة والعاملة في لبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتيا وانسانيا وصحيا واجتماعيا، اضافة الى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف. وتقرر ان يعقد اجتماع تقني اليوم يضم مندوبين عن الوزارات المختصة وهيئات الامم المتحدة لوصل خطة العمل النهائية.وإجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم. وكانت استراليا وكندا نصحتا رعاياهما بعدم السفر إلى لبنان. اما السفارة الاميركية فجددت مناشدة رعاياها في لبنان “التخطيط للمغادرة في أقرب وقت ممكن”. وسبق هذا التحذير الجديد اصدار الخارجية الأميركية لاحقا تحذيراً عالميّاً للرعايا الأميركيين مع الإشارة إلى احتمال شنّ “متطرفين” هجمات والقيام بأعمال عنف . وبدورها طلبت وزارة الخارجية الألمانية من رعاياها مغادرة لبنان .وفي سياق الاستنفار الديبلوماسي اجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان وذلك في اطار مناقشة الاوضاع والتطورات الاقليمية في غزة والمنطقة وأوضح انه “تم التوافق على اهمية وقف فوري لاطلاق النار وإرسال المساعدات ، ورفض التهجير والتوطين في بلد آخر، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية هو الحل”.وكتبت” اللواء”: فرضت فكرة «مواجهة الظروف الاستثنائية» التي قد تواجه مطار بيروت الدولي والمرافئ الأربعة (بيروت، طرابلس، صيدا وصور)، ان على مستوى التجهيزات والاجراءات، وكذلك «خطة الطوارئ» التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان، نفسها على اجتماعات السراي الكبير، سواء لجهة «خطة الطوارئ» او اجراءات وزارة الاشغال، وعلى جلسة مجلس الوزراء  ايضاً، التي أقرت ما اتفق عليه، لا سيما خطة ادارة الكوارث، بحضور 17 وزيراً، واستمرار وزراء التيار الوطني الحر بمقاطعة الجلسات الامر الذي حدا برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بدعوة الجميع الى موقف داخلي موحد، وتلقف الفرصة وانتخاب رئيس للجمهورية.. مشددا على وفق الشحن وضبط المناصرين.