يستمر التصعيد العسكري عند الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولعل ابزر تطور حصل امس كان ان الهجوم الصاروخي الواسع الذي قام به الحزب تجاه النقاط والمواقع العسكرية الاسرائيلية، والذي بات يشمل كامل خط الجبهة، ترافق بشكل لافت مع اطلاق عشرات الصواربخ على المستوطنات الحدودية وتحديدا على مدينة كريات شمونة التي اصيب بها شخصين بحسب اعترافات تل ابيب.
هذا التطور يوحي بأن المستوطنات لن تكون محمية من الجهة اللبنانية وان كان “حزب الله” حيد نفسه عن هذا الحدث، اذ اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن هذه العملية، لكن، تعرف تل ابيب ان كل العمليات التي تحصل من الجهة اللبنانية تحصل بالتنسيق والتسهيل والدعم من حزب الله، وهذا يعني ان مستوى جديد من المعركة قد بدأ، سيترافق فيه الهجوم على الاهداف العسكرية بالهجوم على المستوطنات.ترافق التصعيد العسكري مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان تجنبا للمخاطر التي قد تصيبهم في حال حصول معركة كبرى بين اسرائيل و”حزب الله”، وهذا الامر يعني ان الساحة اللبنانية يتم اعدادهم لتكون جاهزة في حال تدحرجت الامور الى حرب كبرى متعددة الجبهات، حتى ان الحكومة اللبنانية باتت تحضر بشكل عملي لكي تتعاطى مع الازمة في حال حصولها من دون الدخول في صدمة وعجز عن تلبية حاجات المواطنين…لكن السؤال، كيف ستتعامل البيئات السياسية والاجتماعية اللبنانية مع الحرب في حال حصولها؟ من الواضح ان البيئة الاجتماعية والسياسية اليوم افضل من حرب تموز بالنسبة لـ”حزب الله”، خصوصا في ظل التغيرات والظروف المحيطة التي ترافق هذه المرحلة والتطورات العسكرية النشطة في كامل المنطقة، هكذا يمكن النظر الى البيئة اللبنانية عامة، وبالرغم الواقع الاقتصاد والاجتماعي السيء، بإعتبارها بيئة غير معادية للحزب.وبحسب مصادر مطلعة فإن دخول الحزب المعركة الى جانب حركة حماس وتحت عنوان فلسطين والمسجد الاقصى، يعطيه غطاء سنّياً بشكل تلقائي، وينهي الخلافات التي حكمت علاقة حارة حريك بالسنّة خلال السنوات الماضية او يجمدها، في ظل تعاطف سنّي كامل مع فلسطين ومع غزة تحديدا، لذلك فإن مشاركة الحزب في المعركة منذ اليوم الاول احدث تحولا جديا في النظرة الجماهيرية السنيّة له، وهذا سيظهر بشكل اكثر وضوحا في حال تدحرجت الامور الى حرب كبرى.وتقول المصادر ان الواقع الدرزي حسم النائب السابق وليد جنبلاط تموضعه من خلال تصريحاته العلنية، التي تعبر غالبية الرأي العام اللبناني من خلال “رفضه التدحرج الى الحرب، لكنه سيكون الى جانب الحزب في حال وصلنا اليها”، اما الساحة المسيحية فلا تزال منقسمة، لكن لا يوجد داخلها اصوات تذهب بعيدا الى حدّ منع المهجرين من الدخول الى “المناطق المسيحية”، في الوقت الذي أعلن “التيار الوطني الحر” ورئيسه انه الى جانب حليفه في حال حصول معركة..