ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة وقال: “من المؤسف والمحزن أن نجد في هذا العالم من لا يزال ينظر إلى ما يجري بعيني الكيان الصهيوني من دون أن يبدي حتى تعاطفاً مع أطفال الشعب الفلسطيني ونسائه وشيوخه، لذا نجده يتألم ويحزن لما حل بهذا العدو وبأسراه ولما أصابه، كأن هذا العدو وحده هو من يتألم ويعاني وله أسرى، فيما الشعب الفلسطيني يعيش في رخاء وأمان ولم يتعرض للقصف أو المجازر ولم تحتل أرضه وأسراه لا يملأون سجون العدو. ولذلك نرى قيادات الدول الغربية يفدون إليه زرافاً ووحداناً لتأييد وتقديم كل الحماية له والدعم إن على الصعيد العسكري والاقتصادي ويؤمنون له التغطية السياسية التي تكفل عدم إدانته واستمراره بتدمير بنيته التحتية”.
وقال: “ولذلك نجدد القول لكل هؤلاء الداعمين لهذا العدو، أنتم شركاء له في جرائمه وكل ما يعاني أهل غزة من آلام وجراحات ومعاناة وحصار. وهم لن يخدعوا بفتات مساعداتكم التي تريدون بها أن تغسلوا عار وقوفكم مع هذا العدو، هو يحتاج إلى أن تعملوا على وقف هذه المجازر البشرية على قطاع غزة، وأن ترفعوا ثقل احتلال هذا العدو الذي يجثم على صدره ويمنعه من مقومات الحياة، هو يريد الحياة الحرة العزيزة الكريمة له ولأولاده، وما دام يفقد مثل هذه الحياة، فإنه من الطبيعي أن يغضب ويثأر لكرامته وينتفض بكل الوسائل لنيل حقوقه”.وتابع: “إننا لن نأمل كثيراً من دول الغرب الكبرى التي التزمت هذا الكيان العدواني وكان لها دور في وجوده، وكما عبر عن ذلك الرئيس الأميركي الذي أتى مهرولاً إلى إسرائيل لاحتضان الكيان قائلاً: أن إسرائيل لو لم تكن موجودة فلا بد أن توجد، في تماهٍ مطلق مع هذا الكيان ودعم غير محدود له، ومنع أي قوة تنشأ وتسعى لتتكافأ معه وتحمي نفسها منه، وهذه الدول نراها إن تحدثت عن حقوق الإنسان فهي تتحدث من زاوية إنسان هذا الكيان لا من زاوية إنساننا”.وأضاف: “إننا أمام ما يجري سيبقى رهاننا على مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعلى صموده وثباته في أرضه، رغم الجراح والآلام والتهاويل التي تمارس عليه، وهي لن تفت عضده ولن تجعله يتراجع عن خياره بأن يكون حراً عزيزاً كريماً مهما غلت الأثمان وبلغت التضحيات. وفي الوقت نفسه، نجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى أن يتابعوا حراكهم للتأكيد للعدو أن هذا الشعب لن يبقى وحيداً ولا ينبغي أن يستفرد به، وأن هناك من يقف معه وليضغطوا من خلال حراكهم على حكوماتهم. وهنا لا بد من أن نحيي كل الذين عبروا بأصواتهم وأقلامهم ومواقفهم السياسية وتصريحاتهم في رفض ممارسات هذا الكيان والمجازر التي حصلت وتوضيحهم الصورة التي يراد لها أن تشوه أو أن تعتم”.اضاف: “نعود إلى لبنان الذي يثبت كل يوم تضامنه مع الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة لديه، لإيمانه بقضيته ولأنه يواجه عدواً مشتركاً كان وما يزال مستهدفاً منه. وهنا لا بد من أن ننوه بالحكمة التي تتحلى بها المقاومة ومعها القيادات اللبنانية، في مقاربة تهديدات العدو واستهدافاته وفي التعامل معها وعدم الرضوخ له… وندعو كل اللبنانيين إلى التوحد في هذه المرحلة والكف عن كل ما يخل بوحدتهم الوطنية وعدم جعل العدو يستفيد من أي تناقض داخلي في الموقف منه، وأن يعي الجميع أن هذا العدو لن يألو جهداً في إضعاف هذا البلد الذي يراه نقيضاً لكيانه ونداً له ويريد الثأر من كرامته بعد أن أذله الشعب اللبناني عندما أخرجه ذليلاً صاغراً من هذه الأرض”.ودعا “الحكومة اللبنانية إلى بذل جهودها للعمل على معالجة أزمات البلد ومعاناة أبنائه والتخفيف من الأعباء عليه ودراسة كل السبل الذي تضمن قدرة البلد وإنسانه على مواجهة هذه المرحلة الصعبة بكل تداعياتها، وما بات يخشى من امتداداتها إن في الداخل أو في المنطقة”.