لا يزال التوتّر الأمني والعسكري يسيطر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المُحتلّة في ظلّ تصعيد مستمرّ ومتصاعد من قِبل “حزب الله” عبر استهدافه لجيش العدوّ الاسرائيلي، حتى أنّ استهداف المستوطنات دخل حيّز التنفيذ، وهذا ما فتح الباب بشكل جلّي على إمكانية الذهاب إلى معركة مفتوحة في الأيام المُقبلة، في حال عدم حصول تسويات حقيقية تخفّف الضغط أقلّه إنسانياً عن غزّة المُحاصرة.
من الواضح أن “حزب الله” يعمل بشكل لافت مع القوى السياسية الداخلية، باستثناءات بسيطة، على مناقشة التطورات الحاصلة ووضع معظم الأحزاب بأجواء التصعيد من دون أن يصرّح لا من بعيد ولا من قريب عن خطّته المُرتقبة وسقف التصعيد لديه، لكنّه يفتح باب التنسيق المرتبط بقضايا موازية مع حلفائه وحتى مع بعض المتمايزين عنه.تقول مصادر ديبلوماسية مطّلعة بأنّ كل محاولات بعض الديبلوماسيين للوصول الى أجوبة وضمانات من “حزب الله” وصلت الى حائط مسدود، إذ إن “الحزب” لم يُعطِ أي إشارة واضحة تؤكّد فكرة عدم دخوله في الحرب، لكنّه في الوقت نفسه لم يحسِم هذا الأمر، وبالتالي فإن الغموض لا يزال يسيطر بشكل كامل على خطوات “الحزب” الامنية والعسكرية للمرحلة المقبلة.هذا الأمر يحصل بالتوازي مع أنشطة يقوم بها حلفاء “الحزب” تحضيراً للأسوأ، من خلال وضع خطة عملية مرتبطة باستقبال المُهجّرين من مناطق القصف وتحديداً من مناطق نفوذ “حزب الله”، وكذلك تحضير الأمور اللوجستية المرتبطة بالاسعافات الاولية والمساعدات الغذائية والاجتماعية وغيرها.كل ذلك يسير بالتوازي أيضاً مع خطّة حكومية متكاملة يتابعها الرئيس نجيب ميقاتي، بالقدر الممكن من الإمكانيات بهدف الوصول الى تخطّي أي صدمة مرتبطة ببدء الحرب بحيث يكون لبنان الرسمي جاهزاً أيضاً وإن بنِسب معينة لاستيعاب أي طارىء وهذا الامر لم يكن سائداً في كل المراحل السابقة.
المصدر:
لبنان 24