تفاصيل إطلالة نصرالله المُرتقبة.. هذا ما سيكشفه خلالها

22 أكتوبر 2023
تفاصيل إطلالة نصرالله المُرتقبة.. هذا ما سيكشفه خلالها

الجميعُ ينتظرُ إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في ظلّ الحرب التي يعيشها قطاع غزة ووسط التوتر الذي يشهده جنوب لبنان إثر الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة. الآن، بات لزاماً على مختلف الأطراف معرفة ما قد يكشفه نصرالله في خطابٍ مُرتقب قد لا يكون قريباً لكنه لن يكون بعيداً، وتقولُ معلومات “لبنان24” إنَّ أمين عام الحزب مرتاحٌ تماماً لسير الأمور على الجبهة الجنوبية، كما أنهُ يتعاطى مع كافة التفاصيل إستناداً لقرارات مجلس الشورى في “حزب الله” الذي يلتئمُ باستمرار لتدارس الأوضاع والتطورات القائمة. 

بماذا ترتبطُ إطلالة نصرالله؟ 
إن كان نصرالله سيطلّ للحديث، فإن ذلك لن يحصل إلا في حالتين: الأولى وهي إعلان موقف “حزب الله” بالتهدئة وعدم فتح جبهة حربٍ ضد إسرائيل، وهذا الأمر لن يحصل إلا في حال توقف العدوان على غزة ونجحت الضغوط الدوليّة في تحقيق هذا المطلب. أما الحالة الثانية فستكون بإعلان الحرب ودخول لبنان في مرحلة المواجهة، والخطوة هذه ترتبطُ بمسار التصعيد الإسرائيلي القائم في غزة، وما إذا نفذت تل أبيب مخططها حقاً في ضرب حركة “حماس” وإنهائها وجودياً. عندها، ستكون إطلالة نصرالله في هذه الحالة بمثابة كلمةٍ سرّ وإعلان لفتح الجبهة، وبالتالي الدخول في مرحلةٍ جديدة من التوتر. 
إزاء كل ذلك، فإنّ كلام نصرالله سيكونُ هذه المرة حاسماً، ولن يكون إلا بعد إتضاح مسارات ومآلات الأمور. ففي حال كانت الأمور إيجابية وتؤدي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فعلياً، عندها ستهدأ الجبهات المختلفة وبالتالي سيُفرمل “حزب الله” نشاطه العسكريّ في الجنوب ضدّ المواقع والأهداف الإسرائيلية. المشهدية هذه ستعني تثبيتاً لنصرٍ عسكري وميداني حققته حركة “حماس” في غزة ضد الإسرائيليين، وبالتالي سيكون هذا الأمر مقدّمة لـ”حزب الله” لتأكيد ذاك النصر ودعمه عبر لسان نصرالله رسمياً. 
ماذا سيكشف نصرالله في خطابه المُرتقب؟ 
ما سيقولهُ نصرالله سيكون بمثابة إحاطة شاملة بما حصل في جنوب لبنان وغزّة، كما أنه سيُصارح اللبنانيين بموقف حزب الله والخطوات التي تم اتخاذها. صورة الحديث هذه ستكونُ في حال لم يدخل لبنان فعلياً في الحرب، أما في حال حصلت المواجهة فإنّ نصرالله سيُكرر مشهديات ظهوره التي حصلت إبّان حرب تمّوز عام 2006.  
الإنعطافة الأكبر ستكونُ في أمرٍ آخر وتتجلى في أن يكونَ نصرالله “قائد الجبهات” ككل، وبالتالي من الممكن أن يُدير بنفسه غرفة عملياتٍ موحدة في حال إندلعت المواجهة الكبرى ضدّ إسرائيل. الأمرُ هذا يخشاهُ الأميركيون، وما نُقل مؤخراً عن أن الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ القادة الإسرائيليين على عدم فتح جبهة ضدّ “حزب الله”، ينطلقُ من قناعةٍ أساسية وهي أنّ أي معركة ضدّ الأخير ستؤدي إلى تغيير خارطة المنطقة، ليس فقط في لبنان وفلسطين، بل في الشرق الأوسط ككل.  
الأمورُ هذه سيتطرق إليها نصرالله بالتفاصيل، وما سيُقال في خطابه سيكشف ما سيُرسم للمنطقة لاحقاً، وسيُقدم تأسيساً لمرحلة جديدة دخلها محور المقاومة. كلّ ذلك، يرتبطُ بمسارات المواجهة، والضغوط القائمة دولياً هي التي ستحسم ما سيجري. هنا، يتمُّ التعويل على قمة القاهرة التي انعقدت يوم أمس بحضورٍ دولي وأممي، لكن ما يظهر هو أن مسار الأمور ما زال مُعقداً وبعيداً عن ضغوط المبادرات.. والسؤال هنا: ماذا بعد المسار الديبلوماسي؟ وهل ستنجح الضغوط العربية حقاً في فرض ما يُراد في المنطقة على الأميركيين؟