اتفق وزيرا خارجية لبنان وسوريا عبد الله بو حبيب وفيصل المقداد في دمشق امس على الاستمرار في التنسيق لمتابعة عودة السوريين من لبنان وضبط الحدود وتبادل تسليم المطلوبين. وتدارس الجانبان، وفق بيان مشترك، معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان»، وشددا على»أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجّرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. ووفقا لمصادر مطلعة، كان اللقاء ايجابيا لكن لا شيء ملموس حتى الان لكيفية ترجمة النيات الحسنة الى وقائع خصوصا ان مسألة عودة النازحين تحتاج الى تغيير جذري في موقف الدول الغربية التي تبدو معنية حتى اليوم بابقاء النازحين في لبنان، وهذا يعني ان «المعضلة» مستمرة ولا حل قريب.
وكتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:قالت معلومات إنّ بو حبيب استعرض الأجواء الديبلوماسية حول الملفين والتركيز الأميركي على مسألة الهدوء في الجنوب وعدم انخراط «حزب الله» في الحرب جنوباً، وفهم من فحوى المباحثات التي حصلت أنّ وزير الخارجية وضع في عهدة نظيره السوري حصيلة الموقف اللبناني من قضية النازحين ونقل الموقف الأميركي المتعلق بضرورة ضبط المعابر الحدودية والتهدئة جنوباً، وقد فهم على أنها رسائل نقلها بو حبيب إلى الجانب السوري. أما في موضوع عودة النازحين فلا يمكن تجاوز الواقع للقول إنّ بو حبيب حمل مفتاح عودتهم من سوريا. خلال لقائه نظيره السوري كان بو حبيب بالغ الموضوعية والتقى ونظيره على حقيقة أنّ عودة النازحين يرفضها المجتمع الدولي الذي يمنع أي مواطن سوري مزود ببطاقة نازح العودة إلى بلاده وحجب المساعدات عنه في حال عودته.تنقل مصادر المجتمعين وجهة نظر سوريا التي تعتبر أنّ عودة النازحين موهونة بالجواب عن أسئلة أساسية، وهي: هل الدولة اللبنانية مستعدة لإعادتهم إلى بلدهم؟ وهل لها أن تجبرهم على العودة وتتحدى بذلك رغبة المجتمع الدولي وطلبه؟ وهل هي فعلاً أنجزت المطلوب منها لناحية الأعداد والأسماء والملفات المطلوبة؟
خلال الاجتماع قالها المقداد لضيفه اللبناني صراحة: لا مانع عند سوريا من عودة أبنائها اذا ما أرادوا العودة للعيش في ظروف البلد الراهنة، وبامكانهم إمّا العودة إلى ديارهم أو الإقامة في أماكن أخرى. ما يعني أنّ الجانب السوري أعاد كرة النازحين إلى الملعب اللبناني كي يتخذ خطوات عملية وليس الاكتفاء بالموقف السياسي فقط، وهي حقيقة كان يعلمها بو حبيب الذي يعتبر أنّ المجتمع الدولي هو العقبة الأساسية أمام عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.بعيداً عما تضمّنه البيان المشترك الذي صدر عقب اجتماع وزيري الخارجية بعباراته المنمقة، فإنّ واقع الحال يشي بأنّ الزيارة ربما نجحت بالشكل في إزالة الجليد في العلاقة، لكنها بالمضمون لم تخرج بنتائج عملية في ملف النازحين في هذا التوقيت العصيب، حيث انشغالات سوريا في مكان آخر واهتماماتها مختلفة تماماً، ولا تبحث عن هم إضافي لجملة همومها، وبالمضمون إيضاً فإنّ لبنان الرازح تحت عبء ملايين السوريين على أراضيه، نصفهم ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية، لا قدرة له على المضي قدماً في خطوات إعادتهم. فهل يتحدى الارادة الدولية الرافضة هذه العودة أو يقفل الحدود ويتخذ اجراءات صارمة لمنع مجيئهم إلى لبنان؟في تعليقه على الزيارة، قال مصدر مطلع على موقف الجانب السوري إنّ الزيارة ايجابية، لكنها أتت في ظرف ملتبس، حيث لا يشكل ملف النازحين أولوية، وإذا كانت الايجابية طغت على أجواء المجتمعين فالعبرة في التنفيذ، وفي ما يستطيع لبنان اتخاذه من خطوات. أما سوريا فأبوابها مفتوحة لمن أراد العيش في ظل ظروفها الصعبة.بو حبيب قال في اتصال مع «نداء الوطن» إن البحث تطرق الى كل الموضوعات من الجنوب الى غزة والنازحين والحدود. اضاف: وضعنا الاسس لعودة النازحين لناحية اجراءات الامن العام وعسكرياً لناحية ضبط الحدود وديبلوماسياً لناحية اقناع الغرب بضرورة مساعدة النازحين في بلدهم وليس على ارض لبنان وتشجيعهم للعودة الى ديارهم والمساعدة على اعادة اعماره، واصفاً الاجواء بالايجابية.