اليوم الأقل سخونة جنوباً… التطورات مقبلة

24 أكتوبر 2023
اليوم الأقل سخونة جنوباً… التطورات مقبلة


خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، شهدت جبهة جنوب لبنان نسبة عمليات تعتبر الأقل منذ أيام، من دون معرفة الاسباب التي قد تكون ميدانية فقط ولا علاقة لها بالمسار التصعيدي الذي سيستمر على الأرجح بين “حزب الله”والجيش الاسرائيلي، خصوصا وأن الحزب أرسل إشارات واضحة ان عدد الشهداء متوقع وليس صادما بالنسبة لطبيعة العمليات التي تحصل، وعليه فإن ما تظنه اسرائيل فرصة للردع لن يؤدي الا إلى التصعيد.

لكن بعيدا عن الجبهة العسكرية، إستطاعت الحكومة اللبنانية الحصول على دعم وإلتفاف غالبية القوى السياسية في ظل نشاطها اللافت والهادف من جهة الى منع إنزلاق لبنان الى حرب شاملة، ومن جهة ثانية الى إعداد خطة طوارئ شاملة إستعداداً للاحتمالات الأسوأ، لذلك بات من الصعب على القوى السياسية الراغبة بالتصويب على الحكومة، الذهاب بعيدا في إنتقاداتها بسبب التضامن العام الذي ظهر.وهذا الأمر ينطبق على القوى السياسية في تعاملها مع بعضها البعض، وما حراك رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إلا إنعكاسا واضحا للتعديلات الكبرى في المواقف والتموضعات التي تحصل منذ بداية المعارك العسكرية جنوب لبنان، من هنا، اصبحت كل الثوابت السياسية اللبنانية التي سبقت الحدث في غزة في خبر كان، وستكون التوازنات والتوجهات مختلفة بعد انتهاء المعركة بغض النظر عن نتائجها.فباسيل مثلا استفاد من التطورات الحاصلة لاعادة تحسين علاقته بـ “حزب الله” فإتصل بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بعد ان كان هكذا تواصل بحاجة الى توافقات كبرى مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، خصوصا وأن ترميم العلاقة الثنائية بين “الحزب والتيار” لم يكن سهلا وتحديدا العلاقة بين باسيل ونصرالله، لكن ما حصل امس ربما طوى الصفحة القديمة المتوترة على اعتبار ان وقوف باسيل وتياره الى جانب الحزب في معركته العسكرية يشكل أولوية في حارة حريك.كذلك النائب السابق وليد جنبلاط الذي بات يتقرب من “حزب الله” من خلال تصريحاته العلنية المؤيدة للخطوات العسكرية التي يقوم بها الحزب ومن خلال تحضير الارضية في مناطق نفوذه لاستقبال المهجرين من كل الطوائف في حال حصلت عمليات نزوح جدية  من الجنوب والضاحية الجنوبية، لكن يبدو ان تموضع جنبلاط سيستمر حتى بعد انتهاء المعركة، اذ ان التمايز العلني بينه وبين “القوات اللبنانية” بدأ يظهر بشكل علني وهذا ما سينعكس على الاستحقاقات السياسية.لن يكون الواقع السياسي اللبناني بعد انتهاء الحرب في غزة والتوترات العسكرية في لبنان، كما كان عليه قبل ٧ تشرين الأول الحالي، اذ ان التحولات التي قد تصيب المنطقة سيكون لها تأثير حتمي على تموضع القوى السياسية وعلى خياراتهم ومواقفهم، لذلك فإن أي حراك سياسي يحصل اليوم، بغض النظر عن عنوانه، فهو من التأثيرات السياسية المباشرة لمعركة “طوفان الاقصى”، وهذه التأثيرات ستتمدد بإتجاهات مختلفة في الايام والاسابيع المقبلة.