يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالاته ولقاءاته الديبلوماسية في اطار السعي الدؤوب لتحييد لبنان قدر الممكن عن تداعيات التطورات العسكرية في غزة والتي اتخذت في الساعات الماضية منحى التوغل العيكري الاسرائيلي البري.
Advertisement
ويشدد رئيس الحكومة في كل اتصالاته واجتماعاته، وآخرها الاتصال الذي تلقاه من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، على “مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة”.
بالتوازي، يعقد رئيس الحكومة سلسلة اجتماعات لتحصين الوضع الداخلي، حيث برز في هذا السياق ترؤسه بالامس الاجتماع الذي عقد في السرايا لمتابعة قرار مجلس الوزراء وضع خطة طوارئ وطنية تحسبًا لاي تطورات أمنية، والذي ضم الوزارات اللبنانية المختصة والمنظمات الدولية العاملة في لبنان،
سياسيا ايضا تزور مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف بيروت الأسبوع المقبل حيث ستلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وسوف تركز خلال جولتها على المسؤولين على عدم انخراط لبنان في الحرب والالتزام بتطبيق القرارات الدولية علما انها تزور ضمن جولتها في المنطقة ايضا اسرائيل ومصر والاردن والامارات.
حرب غزةوتتجه الانظار الى قطاع غزة في انتظار ان تتظهّر المعلومات بشأن تصدي “المقاومة الفلسطينية” لما اسمته إسرائيل توغلا محدودا في قطاع غزة بتغطية من طائراتها التي شننت هجمات مكثفة وغير مسبوقة على كافة أرجاء القطاع، بالتزامن مع قطع السلطات الاسرائيلية الاتصالات والإنترنت بالكامل عن القطاع.
وشددت مصادر متابعة لما يجري ل لبنان 24على أن مسارعة إسرائيل إلى القول إن عملياتها امس في شمال قطاع غزة ليست إلا توغلا محدودا، مرده خشيتها من أن تخفق في تحقيق النتائج التي ترجوها.
ووصفت المصادر ما حصل مساء أمس في غزة بأنه عملية استطلاع بري قام بها العدو كجس نبض لقدرة الطرف الآخر وجهوزيته، ويبدو أن نسبة مخاطرته كانت عالية ولا سيما لجهة المنطقة التي اختارها حيث سقطت أكثر من كتيبة إسرائيلية في شبك مقاومي كتائب القسام وحركة حماس. واعتبرت المصادر أن هذه العملية وضعت إسرائيل وداعميها أمام تحدي كبير في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات سرية في أكثر من مكان برعاية القطريين من أجل تبادى الاسرى في حين أن سلطنة عمان تقود مفاوضات سياسية ابعد من عملية التبادل.
وفي ظل ما يجري في غزة فإن الانظار تتجه إلى حزب الله لا سيما وأنه التنظيم الاقوى في المحور، لجهة تدخله في الحرب من عدمه، مع الإشارة إلى أن ما يقوم به الحزب في الجنوب، لا يزال ضمن “قواعد الاشتباك” وان كان قد وجه ضربات موجعة لإسرائيل. وتقول مصادر مقربة من حزب الله ان الضربة التي تلقتها إسرائيل قد تقضي على فكرة الهجوم البري الشامل، وتدفعها واميركا إلى إعادة حساباتهما، وفتح باب المفاوضات بعيدا عن السقوف العالية والمطالب التعجيزية.
وقالت المصادر إن خلط الأوراق سوف يتظهر في الساعات المقبلة معتبرة ان الحديث عن دخول جبهات اخرى الحرب سابق لاوانه خاصة بعد الضربة التي تلقتها إسرائيل مساء أمس من المقاومة الفلسطينية والتي طوت ورقة الهجوم الإسرائيلي البري الكامل، لتبقى قواعد الاشتباك في غزة تعمل دون تعديل جوهري عليها.
ولاحظت مصادر معنية بالشؤون العسكرية تراجع العمليات التي كانت تنفذها جهاتٌ فلسطينية في لبنان ضد المواقع الإسرائيلية عند الجبهة الجنوبية.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذا الأمر قد يكونُ مرتبطاً بإمساك “حزب الله” بزمام الأمور في الميدان أكثر من السابق وذلك من أجل ضبطه وعدم السماح بتدحرُج الأمور نحو حرب.
ولفتت المصادر إلى أنَّ الحزب تلقى رسائل من أطراف سياسية على تواصل معه، طلبت منه فيها التشدد أكثر في قيادة الجبهة باعتبار أنه يعي تماماً قواعد اللعبة العسكرية والميدانية على أرض الجنوب.