مبادرة باسيل.. ما خفي ليس أعظم

29 أكتوبر 2023
مبادرة باسيل.. ما خفي ليس أعظم

كتب ميشال نصر في” الديار”:
 
يستمر الاهتمام المحلي ،وبعض السفارات، في جولة رئيس التيار الوطني الحر، خصوصا انها شهدت لقاءات “نوعية” سواء في عين التينة او بنشعي او السراي، وما دار خلالها من نقاشات، خصوصا ان بعض الاحداث التي تلتها، ورغم الايجابية التي اصر “صهر الرابية”على بثها في مؤتمره الصحافي، عاكستها التطورات والمواقف.

وحول زيارة بنشعي تكشف اوساط مقربة من الاخيرة ان “سليمان بيك” بادر الى التعامل بايجابية مع مبادرة رئيس التيار الوطني الحر بزيارته، وهو ابدى فورا ترحيبه، دون الحاجة الى اي وساطة من احد، فهو دائما دعا الى الحوار، مشيرة ان الحديث تناول الامور الاقليمية، وهي دوما كانت مدار اتفاق بين الطرفين، اما فيما خص الملفات الداخلية ومنها ملف الرئاسة، فان اي بحث في الامر لم يحصل لا من قريب ولا من بعيد، متمنية ان تكون عملية كسر الجليد التي حصلت قد فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين،قابلة للتطوير، تمهيدا للوصول الى قواسم مشتركة تكسر الستاتيكو القائم،خاتمة بان الطابة اليوم في ملعب ميرنا الشالوحي، التي قررت فتح النار سابقا، وهي نفسها قررت التحاور اليوم.
وحول الكلام عن ان زيارة باسيل، جاءت على خلفية ارتفاع حظوظ بنشعي الرئاسية في ضوء التطورات في المنطقة، رات الاوساط ان هذه القراءة خاطئة، فان المطلوب اليوم التركيز على الاوضاع الداخلية وحماية لبنان، والذهاب نحو الخيار الانسب في هذا الاتجاه، وفصل الحسابات الداخلية عن تلك الاقليمية، لتلافي التعقيدات والتبعات التي قد تعاني منها المنطقة في حال انفلات الوضع.
مصادر متابعة غمزت من قناة موقف النائب السابق من مسالة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة،عشية احالته الى التقاعد مطلع العام المقبل، معتبرة ان بنشعي “باعت” الرابية والبياضة من “كيسهم”، في تاكيدها رفض هذا التمديد، وان بحجة مخالفته للقانون، مضيفة انه حتى في حال التمديد فان حظوظه الرئاسية تبقى صفرا لمخالفة ذلك للدستور، معيدة الامر الى خلافات سابقة بين اليرزة وبنشعي.
وتابعت المصادر بانه كان من الطبيعي ان لا تشمل زيارة باسيل، معراب او الصيفي، او حتى اطياف سياسية معارضة، اذ جاءت اتصالاته محصورة بالجهات المشاركة في الحكومة، وهو ما قراه البعض مؤشرا الى رغبة الاخير بالعودة الى حضور جلسات حكومة تصريف الاعمال، وتعويم الحكومة الميقاتية، وهو امر لا يزال من المبكر الحديث عنه، خاصة ان الامور لا زالت في بداياتها.
وكتبت ابتسام شديد في” الديار”: لقاء السراي بين باسيل وميقاتي كان هدفه توحيد الموقف من التطورات لكن الواضح ان مسألة التمديد لقائد الجيش تعيق تجاوز خلافاتهما، والواضح أيضا ان رئيس التيار حاول الإيحاء انه تخطى الحواجز وتجاوز خلافاته الشخصية في لقائه بالقوى السياسية للتشاور في الاوضاع المستجدة تحت عنوان التضامن مع غزة وحق لبنان بالمقاومة والدفاع عن نفسه تجاه أي عدوان، لكن الجميع مدرك ان قرار الحرب إذا كان متخذاً لا احد قادر على وقفه واعتراضه بمبادرات داخلية وغيرها من السيناريوات.
من هذا المنطلق وصفت مباردة رئيس التيار بانها صورية فقط خرقت الزيارة الركود السياسي فباسيل انهى القطيعة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال لكن العودة الى مجلس الوزراء أمر يحتاج الى إعادة نظر وحسابات كثيرة، فإعتبارات التيار اليوم للانفتاح على الخصوم تأتي تحت عنوان الضرورة للتوافق لأن لبنان امام خطر وجودي يفترض إجراء تنازلات كبرى”، لكن أغلب الظن ان رئيس التيار له هدف سياسي محدد وسعى لكسر الجمود بحجة توفير مظلة آمنة لحماية لبنان وخلق جو من الوحدة الوطنية لتحصين المقاومة، فالهدف الأبعد هو الاستحقاق الرئاسي والفراغ في قيادة الجيش وهذا ما يصح على لقاء باسيل وفرنجية الذي يرى فيه كثيرون مقدمة تحضيرية لمرحلة ما بعد المعركة اذا ما أتت التطورات الميدانية لمصلحة فريقهما السياسي مما سيؤدي الى توازنات سياسية جديدة الأمر الذي يحتم وضع التباينات السابقة جانبا والانطلاق الى خطة ما بعد الحرب تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية قريب من محور المقاومة مما يساهم في تخفيف الضغط الداخلي.