مطار بيروت.. خطوات احترازية وMEAتحمي اسطولها

29 أكتوبر 2023
مطار بيروت.. خطوات احترازية وMEAتحمي اسطولها


وكأنه لا يكفي لبنان كل المصائب الإقتصادية والمالية التي لحقت به منذ سنوات حتى أضيفت عليها التهديدات الإسرائيلية التي طالت المرفق الأول الذي يصل لبنان بالعالم الخارجي، أي مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي.وقد أدت هذه التهديدات الى تراجع شركات التأمين العالمية عن إلتزاماتها بحيث خفضت قيمة التأمين بنسبة 80 % على كل أعمال الملاحة الجوية وحركة الطيران. فتصاعد وتيرة التهديدات بتوسع الحرب في غزة إلى جنوب لبنان إنعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني، التهديدات والمخاطر وتخفيض قيمة التأمين ، كلها عوامل ألزمت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية (MEA)، الناقل الوطني اللبناني، باتخاذ إجراء احترازي بإجلاء 10 طائرات من أسطولها الجوي ونقلها إلى الدول المجاورة.السبب الرئيسي لذلك أن شركات التأمين العالمية أبلغتها أنها ستخفض قيمة التأمين إلى 80 في المئة، على اعتبار أن لبنان بات بشبه حال حرب وبالتالي فإن مخاطر الأعمال الحربية تقتضي تخفيض حركة الملاحة الجوية وحركة الطيران بما يتناسب مع تخفيض قيمة التأمين.

وقد أصدرت رئاسة مطار بيروت تعميمًا يتضمن إرشادات وتعليمات لإخلاء مبنى المطار في حالة الطوارئ، ويأتي التعميم كإجراء روتيني مع تصاعد التوترات على حدود لبنان الجنوبية في ظل العدوان الاسرائيلي على الجنوب، علما ان كل مطار في العالم يملك خطة طوارئ في حال نشوب حروب أو توترات.
وتجدر الإشارة الى أن مدارج المطار تعرضت في العام 2006، لضربات جوية إسرائيلية مما أجبره على الإغلاق. في حين أن وزير الاقتصاد أمين سلام طالب رئيس مجلس إدارة شركة “الميدل إيست” محمد الحوت بتعديل بند التأمين على طائرات الشركة المعنية، عبر إشراك قطاع التأمين اللبناني، ولو بنسبة 1%، خاصة أن إيقاف الطائرات بمطارات أجنبية سيكبد لبنان تكاليف بملايين الدولارات مع الوقت، وكان يمكن تعويضه برفع قيمة التأمين للحفاظ على عدد الرحلات.
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن التعميم الصادر عن رئاسه مطار رفيق الحريري والموجه الى شركات الطيران وشركات الخدمات الأرضية والمستثمرين فيه، يأتي في سياق الاجراءات الاحترازية والتدابير المعدة ضمن خطة الطوارئ”، مشيرا الى ان المطار لا يزال مستمراً في عمله ومهامه المنوطة به”.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن حركة المغادرة من مطار بيروت نشطة الى حد كبير ، واعلنت شركة طيران الشرق الأوسط انها ستقوم بتخفيض وإعادة جدولة رحلاتها بناء على المعطيات الرقمية والإحصائية للحجوزات والتي انخفضت كثيراً لا سيما بالنسبة للرحلات من خارج لبنان الى داخله، وبالتالي الشركة ستقوم بخفض عدد الرحلات وجدولتها. فيما تستمر مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران، بتعليق رحلاتها من بيروت وتل أبيب وإليهما حتى منتصف الشهر المقبل على الأقل. وأظهر تحليل لبيانات السفر، أجرته شركة «فورورد كيز»، انخفاض مبيعات تذاكر الطيران إلى مصر والأردن ولبنان.
من الطبيعي ، بحسب الاستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي بلال علامة، أن تأخد شركة “طيران الشرق الأوسط” التهديدات على محمل الجد لا سيما وأن شركات التأمين العالمية ما كانت لتفعل ما فعلته لولا وجود مخاطر جدية وبالتالي لم يكن امام شركة MEA سوى إجلاء معظم أسطولها من الطائرات الى الخارج وتخفيض حركة الملاحة والرحلات بما يتناسب مع قيمة التأمين المتبقية أي 20 % فقط رغم أن هذه الخطوة ستكبد الشركة خسائر مالية ولكن المؤكد هنا أن شركة “طيران الشرق الأوسط” فضلت الكحل على العمى أي قليل من الخسائر بدل خسارة كبيرة تتمثل بخسارة أسطول الشركة المكون حالياً من طائرات حديثة وعصرية من نوع AIRBUS. وهكذا تعتبر شركة الMEA بأنها ستستطيع تغطية الخسائر في الرواتب والأجور واستمرارية عمل الشركة بدل التعرض للخسارة الكبرى التي من الممكن أن تنهي أعمال الشركة لفترة ليست ببسيطة.
إن تهديد المطار مستمر منذ ما بعد تفجير مرفأ بيروت على اعتبار أنه بات الشريان والمرفق الأكبر الذي يؤمن وصل لبنان بالعالم، علما أن كل التحليلات تشير ،بحسب علامة، إلى أن هدف تدمير المرفأ كان ضرب صلة لبنان بالعالم من خلال تعطيل حركة الملاحة البحرية على البحر الأبيض المتوسط والذي ما زال يعتبر صلة قارتي آسيا وأوروبا في وقت بدأ يلمع نجم ميناء حيفا الذي شهد تطويراً وتحديثاً ليصبح أكبر مرفأ على حوض المتوسط.
واستنتاجاً، يؤكد علامة، أن تفجير مرفأ بيروت بالشكل الذي حصل فيه كان لصالح ميناء حيفا الذي أصبح اليوم المرفأ المعتمد لنهاية خط الممر الهندي المسمى “الكوريدور الآمن” الذي يربط الهند بأوروبا عبر ميناء حيفا. فهذا الكوريدور والخط الذي يسلكه ربطا بمذكرة تفاهم وقعت على هامش أعمال مؤتمر دول ال20 في بكين تظهر أن هناك قناة مائية جديدة في خليج إيلات ستكون لاحقاً بديلاً لقناة السويس المرفق الحيوي للجمهورية المصرية، فالخط المذكور يلحظ عملية تطوير للمرافئ المشتركة فيه لا سيما لتأمين صادرات الهيدروجين النظيف والنفط وغيرها بكفة أقل ومخاطر أدنى .
وعليه، لم يعد ممكناً، بحسب علامة، البحث عن مزيد من المبررات والاسباب التي جعلت من مرفأ بيروت متواضعا بقدرته التشغيلية بعد حادثة التفجير التي طالته ومطار بيروت الدولي الذي بات عاجزاً عن لعب دور رئيسي بعد التهديدات التي تطاله وطبعاً هناك محاولات لضرب هذا المطار وإنهاء دور لبنان كصلة وصل الشرق بالغرب.